الجزائر

وضعية الميناء تسببت في تراجع نشاطه بـ25 بالمائة أكثر من 521 حاوية مكدسة بميناء بجاية منذ شهور



أفادت مصادر من ميناء بجاية أنه تم تسجيل 521 حاوية مكدسة معبأة بأطنان من المواد الفاسدة، وذلك بسبب عجز مستورديها من إخراجها من الميناء وتسويقها قبل انتهاء مدة صلاحيتها للاستهلاك، فرغم أن ميناء بجاية يعد قطبا اقتصاديا مهما تطل من خلاله الجزائر على مياه البحر الأبيض المتوسط، وصنّف في المرتبة الثانية بعد ميناء العاصمة من حيث حجم النشاط خلال السنوات الأخيرة، إلا أنه لا يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني بالشكل المطلوب، حيث تحول إلى مفرغة عملاقة للآلاف من الأطنان من المواد الغذائية الفاسدة المستوردة.  وأفادت ذات المصادر أنه تم تخزين كمية كبيرة من هذه السلع الفاسدة لمدة تزيد عن 10 سنوات من دون أن تصل الأطراف المعنية بتنحيتها إلى إخراجها من الميناء وإيجاد حل لها، وبالتالي تجنيب الاقتصاد الوطني من تكبده خسائر كبيرة محتملة، خاصة إذا علمنا أن هذه المواد أصبحت تحتل مساحة تتعدى 10 بالمائة من الفضاء الإجمالي المخصص للتخزين. وفي ذات السياق أكدت مصادرنا أن هذا الميناء قد سجل إثر هذا الوضع تراجعا محسوسا في نشاطه بنسبة فاقت الـ 25 بالمائة مقارنة بالفترات الماضية، وهذا ما أكدته أيضا حصيلة مؤسسة الميناء لسنة 2011 . ولعل السبب الكبير الذي ساهم في إحداث هذا الوضع هو القطع المتكرر للطرقات الرئيسية من طرف المواطنين خلال احتجاجاتهم، حيث صنفت ولاية بجاية أحد البؤر المعروفة بالاحتجاجات في الجزائر، لاسيما عقلية قطع الطرقات، وهو ما ساهم في منع مرور شاحنات نقل البضائع، ما تسبب في شلل وصولها إلى الميناء من أجل تفريغها وشحنها عبر البواخر إلى الخارج. وتضاف إلى هذا المشكل تأثيرات المحطة البرية لنقل المسافرين القديمة التي كانت متواجدة أمام بوابة الميناء بالمسلك الوحيد المؤدي إليه، والتي تسببت لمدة طويلة في اختناق حركة المرور باتجاه الميناء، هذا الأمر الذي التفتت إليه مصالح ولاية بجاية، أين تم مؤخرا تحويل المحطة إلى منطقة “كاتشمان” لفك الخناق عن المنطقة. قضية المواد الفاسدة أربكت أيضا البنوك العاجزة عن استرجاع أموالها، وهو الأمر الذي سوف يؤثر حتما على الاقتصاد الوطني، ناهيك عن احتمال حدوث كارثة إيكولوجية وبيئية بالولاية، خاصة أن هذه الأخيرة معروفة باحتوائها على أودية وبرك ذات مياه متعفنة لركود المياه بها ورمي القمامة فيها، على غرار الوادي المتواجد في وسط المدينة، والممتد من منطقة “أعمريو” إلى حي “صغير”، وكذا البركة المائية المعروفة المتواجدة تحت جسر “سقالة” بمدخل مدينة بجاية. وأمام هذا الوضع يسجل ميناء بجاية خسارة غير مسبوقة في تاريخه، بعد أن حقق نموا اقتصاديا معتبرا خلال السنوات الأخيرة أهله أن يكون قطبا اقتصاديا هاما للتعاملات في الجزائر، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في واقع هذه المؤسسة والبحث عن آليات ترشيدها وفق الميكانيزمات الحديثة. سفيان خرفي       


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)