الجزائر

وزارة الثقافة توقف هدم صومعة أثرية في الوادي


أمرت وزارة الثقافة بوقف عملية الهدم العشوائي لصومعة أثرية وسط مدينة الوادي باعتبارها تقع ضمن منطقة تراثية محفوظة بعد أن هدمت جرافة البلدية الأسبوع الماضي القبة الملتصقة بالصومعة في خطوة استباقية لاستكمال عملية هدم هذا المعلم الأثري لاحقا وتحويل مكانه لتوسعة واجهة مقر البلدية الجديد.ذكرت مصادر متطابقة ل"الخبر" بأن وزارة الثقافة تدخلت أول أمس على عجل لوقف عملية الهدم بعد تلقيها شكوى رسمية من طرف الجمعية الوطنية السياحية كنوز الجزائر.
وأضافت المصادر ذاتها بأن وزارة الثقافة أمرت عبر مديرية حفظ وترميم التراث مدير الثقافة بالنيابة بالتراجع عن موافقته السابقة التي دعم بها المجلس البلدي قرار الهدم وألزمته بتوجيه مراسلة ثانية للمجلس ذاته بوقف عملية هدم الصومعة مع التنبيه بأنها تعتبر معلما تاريخيا يدخل ضمن منطقة تراثية محفوظة".
وفي تصريح ل"الخبر" أكد رئيس المكتب الولائي للجمعية الوطنية السياحية كنوز الجزائر، عبد الحميد براهيمي " قمنا بتشكيل ملف شكوى متكامل حول القضية، مدعم بالأدلة والبراهين
والمراسيم التنفيذية المانعة لهدم المعالم التراثية المادية وأرسلناه لوزارة الثقافة ورئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة من أجل التدخل والحيلولة دون هدم الصومعة التاريخية المقابلة لمقر بلدية الوادي".
وأضاف المتحدث "تعتبر هذه الصومعة معلما تاريخيا وثقافيا وسياحيا فوق كونها تقع ضمن منطقة حي الأعشاش والمصاعبة المصنف ضمن التراث الوطني مثلما يشير إليه المرسوم التنفيذي 11-140 المؤرخ في 28 مارس سنة 2011 المتضمن إنشاء القطاع المحفوظ للحي العتيق الأعشاش-المصاعبة وتعيين حدوده والذي تمثل الصومعة حده من الناحية الغربية الشمالية".
وقد أثلج تدخل وزارة الثقافة بحماية الصومعة الأثرية صدور حماة التراث المادي التاريخي والثقافي المحلي والوطني الذين طالبوا بجرد وتصنيف وحماية جميع الصوامع والمعالم الأثرية الأخرى الكثيرة في المنطقة منها ما يتعلق بتاريخ الثورة التحريرية بوصفها تاريخ وذاكرة الأجداد وهمزة وصل بين الأصالة والمعاصرة.
وكان المجلس الشعبي لبلدية الوادي قد أقدم يوم 16 أوت الجاري على تهديم القبة الملتصقة بالصومعة الأثرية بوسط المدينة بدعوى أنها تحجب مدخل مقر البلدية على أن يمتد الهدم لاحقا إلى الصومعة ذاتها وتحويل مكانها إلى توسعة لساحة مقر البلدية المغطى بمادة " الأليكوبوند" الاصطناعية التي لا علاقة لها بالطراز المعماري للمنطقة.
وقد دعم المجلس البلدي قرار الهدم بمراسلة رسمية من مدير الثقافة بالنيابة لم يتحفظ فيها على عملية الهدم حيث أثارت عملية الهدم جدلا كبيرا لدى الرأي العام المحلي وفي وسائل الإعلام المحلية وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، كما اتخذت بعدا وطنيا لكون الأمر يتعلق بهدم عشوائي لمعلم تراثي دون استشارة أهل الاختصاص ولا وزارة الثقافة حيث استنكرت جمعيات وباحثون وإعلاميون وكتاب مختصون في التراث والتاريخ والسياحة والتنمية المستدامة عملية الهدم غير المدروسة لمعلم أثرى يمثل تاريخ وذاكرة الأجداد الذين أنجزوا الصومعة بمواد البناء المحلية على الطراز المعماري المغربي الأندلسي في سنة 1943 لتكون محطة للقطار قديما ضمن مجموعة أخرى من الصوامع الحرة والمباني الأثرية القديمة المتواجدة بهذه الأحياء العتيقة التراثية في مدينة الوادي ومختلف المدن والبلديات.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)