ورشة لصيانة الآلات الموسيقية الوترية

تواصلت أمس بوهران، فعاليات الدورة الأولى لربيع العود، وقد شهد اليوم الثاني لهذه التظاهرة الثقافية، تنظيم ورشة خاصة بصيانة الآلات الموسيقية الوترية، بالمعهد الجهوي للتكوين الموسيقي "بلاوي الهواري"، أشرف عليها أستاذ تاريخ الآلات الموسيقية بالمعهد العالي للموسيقى ترسان عبد القادر، الذي استعرض خبرته و تجربته الطويلة في هذا المجال، كما حرص بالمناسبة على إقامة معرض صغير بهذه الورشة، عرض من خلاله مختلف الآلات الموسيقية الوترية، منها العود و الكمان و القيتار و القمبري و غيرها، و كذا كل الوسائل و المواد الأولية التي تعتمد في صناعتها، منها الخشب و السبيب، بهدف إعطاء فكرة للزوار عن هذه الحرفة الأصيلة.يقول الأستاذ ترسان عبد القادر، خريج المدرسة العالمية للموسيقى بكريمونا الإيطالية، الذي قضى ثلاثة عقود من الزمن، في تدريس و تكوين طلبة المعهد العالي للموسيقى بالجزائر العاصمة، و كذا في صناعة و صيانة الآلات الموسيقية الوترية ذات القوس وعائلتها، منها "الفيولون" أو "الكمان" و "الكونتر باص" أو الكمان الأجهر و "الفيولونسال"، و مختلف آلات النقر، لا سيما العود و القيتار و القانون و الرباب و القوس، أنه يسهر اليوم على تكوين أقلية من الشباب في هذا الإختصاص، من أجل ضمان الإستمرارية لهذه الحرفة، التي باتت مهددة بالزوال في بلادنا، كما كشف أن المشكل القائم اليوم هو أن الموسيقى غير مستهلكة في الجزائر، بدليل الإقبال المتوسط حتى لا نقول القليل، الذي باتت تسجله معاهد التكوين الموسيقي المنتشرة عبر التراب الوطني، ربما يعود هذا يضيف المتحدث، إلى ذهنيات الجزائريين في حد ذاتها، و عدم التشجيع من قبل العائلة، و قد يكون أيضا مرتبطا بغياب الإمكانيات و الدعم اللازم.
من جهة أخرى أكد الأستاذ ترسان عبد القادر، على ضرورة استحداث مدرسة نموذجية للموسيقى، تعنى بتكوين التلاميذ و تساير تعليمهم عبر مختلف الأطوار الدراسية، كمادة لا تقل أهمية عن المواد الأخرى، يتربى عليها التلميذ من الابتدائي إلى الثانوي، بعدها ستكون المواهب التي تختار الالتحاق بالمعاهد الموسيقية، جاهزة للصقل و ولوج عالم الاحتراف الفني.