الجزائر - A la une


يوم الأحد وفي صلاة الفجر، دعوت لأستاذي شعبان، رحمة الله عليه، بالشفاء والعودة إلينا، رغم أنني أعلم أنه لن يعود للمكتب، لأنه يحضر للتقاعد.. هذه الخطوة التي أقدم عليها لم ترق للجميع، لأننا في غيابه وخلال عطلته السنوية، كنا نحس باليتم، رغم أننا عائلة متماسكة، فهو من زرع فينا روح المسؤولية والعمل.
كنت دوما أقول للزملاء بأن المكتب دون الأستاذ، مثل الأسرة التي تفقد ولي أمرها. كان شديد الاحترام لشخصه وللجميع، يحرص دوما على التقيد بالمواقيت والعمل الجاد، ويفرض علينا نمطا من الطاعة، دون أن يكثر من إملاء الأوامر والتعليمات. كان، رحمه الله، شديد الحرص على التفاني في العمل، لا تفارق السيجارة شفتيه، يتأمل كثيرا، يفكر طويلا، ولا يكثر الكلام، بل يتحاشى كثرة الحديث بلا فائدة، ويجعلك تحبه وتقدره. وكان يتغاضى عن هفواتنا، يعاملنا بإنسانية، يثق في إمكانياتنا، يشاورنا في قضايا عديدة ومتعدّدة.. هذه مشيئة الله، كان ينوي التقاعد، فتقاعد من الدنيا بأسرها.
نصيرة خباطي
مصححة المكتب الجهوي قسنطينة


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)