الجزائر

والي وهران يبيع معلما تاريخيا مصنفا بالأندلسيات فرّط فيما تبقّى من المرصد الفينيقي لمستثمر خاص


والي وهران يبيع معلما تاريخيا مصنفا بالأندلسيات فرّط فيما تبقّى من المرصد الفينيقي لمستثمر خاص
وزارة الثقافة في موقف المتفرج
تكشف وثيقة، تحصّلت ''الخبر'' على نسخة منها، أن والي وهران وقّع في 15 جويلية 2012 على شهادة وفاة المرصد الفينيقي بالأندلسيات، والذي يعتبر من أقدم المعالم التاريخية المصنفة والمحمية بوهران.
وافق والي وهران، عبد المالك بوضياف، على بيع ما تبقى من موقع ''المقبرة البونيقية'' لمستثمر خاص، من أجل إنجاز ملعب كرة قدم ومسبح أولمبي تابعين لمركبه السياحي. وفي الوقت الذي يتأهب فيه المستثمر الخاص لإنجاز مشروعه، ما أثار سخط وغضب النشطاء في مجال حماية التراث، أوردت مصادر مؤكدة أن لجنة تحديد الموقع وترقية الاستثمار وضبط العقار لولاية وهران، اجتمعت شهر جوان 2012 لدراسة طلب المستثمر شراء قطعة أرضية مساحتها تفوق 3 هكتارات، تحتضن المعلم التاريخي المسمى ''المرصد الفينيقي'' المصنف سنة 1954 من قبل السلطات الفرنسية وأعيد تصنيفه في سنة 1968 كما هو منشور في الجريدة الرسمية رقم 7 بتاريخ 23 جانفي .1968 وفيما حضر الاجتماع مدير السياحة، سجّلت المصادر ذاتها غياب مديرة الثقافة التي كان من واجبها الدفاع عن المرصد الفينيقي، خاصة أن مصالحها تحوز على الوثائق التي تشير إلى أن الموقع عبارة عن محمية ومصنف في التاريخين سالفي الذكر، كما أنها لم تتدخل حينما بلغها محضر اجتماع اللجنة الذي أرسل إلى كافة المديريات التنفيذية. ورد الأمين العام لولاية وهران، فيلالي عبد الغني، على استفسار ''الخبر'' حول أسباب توقيع الوالي على قرار بيع قطعة أرض تضم معلما أثريا، بأنه لا يعلم أن ''الموقع محمي''، وأنه يسمع ذلك لأول مرة. كما شدّد على أنه ولا عضو في لجنة تحديد الموقع وترقية الاستثمار وضبط العقار ''الكالبيراف'' أثار القضية، مشيرا إلى أن المستثمر إذا لم يتحصل على رخصة بناء، فلن يستطيع البناء، في حين رفض الرد عن سؤالنا حول إمكانية استرجاع قطعة الأرض في هذه الحالة. وفشلت كل محاولات ''الخبر'' من جهة أخرى، للاتصال بمديرة الثقافة لمعرفة رأيها في الموضوع، بينما أكد رئيس بلدية العنصر، محمد بويحيى، من جهته، أنه يرفض رفضا قاطعا استغلال الموقع الأثري بالأندلسيات لإنجاز أي مشروع، منوّها أنه لن يوقّع على رخصة بناء لأي كان.
يذكر أنه أثناء عملية حفر أساسات المركب السياحي ''نيوبتش'' بجانب المعلم ذاته سنة 2000، برزت على سطح المقبرة البونيقية عظام وجماجم آدمية، بالإضافة إلى أوان فخارية مستعملة في العهد الفينيقي. وإثرها، تنقل مدير الوكالة الوطنية للآثار وحماية المعالم والنصب التاريخية إلى الموقع، وكتب تقريرا إلى والي وهران، أشار فيه إلى أن بعد حفريات الإنقاذ التي قامت بها فرقة الباحثين للوكالة الوطنية للآثار، خلال المهمة التي دامت من 16 إلى 25 سبتمبر 2000 بالأندلسيات في وهران، توضح وجود أشغال جارية في إطار إنجاز مشاريع مركبات سياحية بالمعلم التاريخي المسمى ''المقبرة البونيقية''، المصنّف منذ سنة 1954 والمنشور بالجريدة الرسمية رقم 7 بتاريخ 23 جانفي .1968 وطلب على إثر هذا التقرير توفير الحماية وتثمين هذا المعلم التاريخي، تطبيقا للقانون رقم 4 / 98 بتاريخ 15 / 6 / 1998 المتعلق بحماية التراث الثقافي والمحافظة عليه. كما تقدم في نفس التقرير بطلب وقف الأشغال، وكذا كل المشاريع الجارية بالأندلسيات. وأُنجز المركّب السياحي رغم كل ما ذكر، بموافقة والي تلك الفترة. وفي حال إنجاز الملعب والمسبح في عهد الوالي الحالي، لن يتبقى هناك معلم يسمى ''المرصد الفينيقي''، بينما تبقى وزارة الثقافة في موقف المتفرج على طمس جزء من تاريخ الجزائر بوهران.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)