الجزائر

واسني الأعرج


واسني الأعرج
استضافت رابطة الكتاب الأردنيين، أول أمس، الروائي والأكاديمي واسيني الأعرج، في حوار مفتوح، أداره الروائي جمال ناجي، وقدمت خلاله الدكتورة رزان إبراهيم مداخلة نقدية حول الأبعاد الفكرية والفنية في روايات الأعرج.واستهل الأعرج حديثه بمجموعة من الأسئلة كمدخل للنقاش، منها: ما هو الدور المنتظر من الكاتب؟ وما هي الوسيلة التي يصل من خلالها للقارئ؟ وما هي الموضوعات الجوهرية التي يجب أن نكتبها؟ وقال: ثمة موضوعات عامة خارج التفاصيل الكتابية على تماس دائم مع ما هو جوهري تمثل سؤال الكتابة.وأضاف: نحن مجتمعات خطاب، سواء أكان هذا الخطاب رسميا أو دينيا، الخطاب يحاكي أو ينشئ خطابات غير مزيفة، ويحاول كتابة الأشياء وفق ما يمليه علم النفس الأدبي، إن مهمة الكاتب بالدرجة الأولى هي مهمة أدبية وليست سياسية، لأنه يرتبط بوضع متأزم وصعب، ويعيش مع مواطنين ليبراليين أو يساريين أو ينتمي لمنظمات اجتماعية أو سياسية أو معنية بحقوق الإنسان، ولكنه يتميز عنهم بأنه كاتب، في مصنع يأخذ مواده الأولية ويدخلها في منظومة لغوية بعيدة عن الخطاب السياسي، والديني، فهو أديب وإن كان يعيش الأزمات، والرواية نص أدبي ملتزم، ووظيفة الكاتب والأديب أن يكون أديبا، هنالك دور أدبي ولغوي، وقضايا محلية وعربية ودولية تتيح له أن يتحرك عبر العالم، دون أن ينسى عالمه العربي، لقد كتبت رواية البيت الأندلسي التي تحدثت فيها الهوية، داخل منظومة أدبية غير سياسية، لقد شكلت لي قضية الهوية هاجسا دائما وانشغلت بها من خلال منظومة إنسانية عروبية إسلامية لم أتنكر لها مطلقا، ومن خلال تلك الهوية تحركت رواياتي للعالم، هويتنا هي العمق الأساسي الذي ننطلق منه، وهويتي العربية والإسلامية رد فعل ضد محاولات طمس هذه الهوية، وضد الذين وقفوا في وجه استقلال الجزائر، نحن لا نختار هويتنا، بل هي التي تُفرض علينا، هويتنا فيها بعد إسلامي وعروبي وهو في طليعة العناصر المكونة لها، وهي التي تُعمق الميراث الثقافي، ودور الكاتب يتمثل في استنباط هذه المنظومات وأن يوردها في كتابته.ولفت الأعرج النظر إلى أن الكاتب يكتب رواية من التاريخ المليء بالتعددية، وعلى الكاتب مسؤولية إعادة البعد الإنساني في مواجهة العاملين على تدمير الذات العربية كي لا تنهض، ندخل في أسئلة ونكتب تاريخا عبر تاريخنا، أنا منشغل بهذا الوضع كثيرا، ويهمني أن أكتبه، ليس من باب التفاؤل أو التشاؤم، بل عبر نوع من التأمل، والأمل الداخلي، وعبر الهوية والتعددية الثقافية، من حق الكاتب أن يكتب ما يشاء، والقارئ من حقه أن يتأثر بمن يشاء من الكتاب.وأضاف: عندما تخفق كل التجارب والأحلام تصبح الرواية فنا لا يموت، لأن الروائي يسيطر على كل التحولات، ويحول دون موت الشعوب، فتمثل الرواية هنا طائر الفينيق، لا يعيب شاعر أن يكتب رواية، وللتوجه نحو الرواية أسباب كثيرة، منها أن مساحتها أكبر من مساحة الشعر، ثم انها صورة مصغرة عن المجتمع، والرواية منذ القرن السابع عشر تبنّت السياق الشعبي، وطابعها الشعبي يقربها من الناس، الشعر ديوان العرب، لكنه يواجه مشكلة انه لم يطور أدواته، لكن الرواية تتجدد باستمرار، ولا توجد رواية تشبه غيرها، الرواية فيها اتساع وثراء.وأضاف: البشرية تستطيع أن تسلك مسلكا لتعايش الحضارات بعد طول صدام، لتبدأ بترميم المجتمعات، ومع الأسف، تظهر حركات تترك دمارا كبيرا، وفي الوقت نفسه تُبرر لنفسها أسباب ذلك الدمار، ف(داعش) التي أحرقت الشهيد معاذ الكساسبة، قدّمت مبررات تعتقد أنها عقلية، وهي تدميرية. لدي رغبة حثيثة في نهضة الذات العربية التي تحمل مسؤولية الهوية المتعددة، إن نكران الهوية أخطر ما يمر به العالم العربي حاليا، والرواية لن تموت، لأنها تشكل الرغبة الأوسع للتعبير عن الحرية الإنسانية وهي صورة مصغرة للمجتمع، ما يستطيع بطلك قوله في الرواية لا يستطيع قوله في أي جنس إبداعي آخر.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)