الجزائر

واجهة البحر لبومرداس تتزيّن بخيم الصناعة التقليدية



ترسّخت صورة الخيم والطاولات التي تعرض مختلف التحف الفنية والمنتجات التقليدية بواجهة البحر لولاية بومرداس، في ذهن المصطافين وكل زائري الولاية تزامنا مع موسم الاصطياف السنوي، وبين تفاؤل المحظوظين بالمشاركة في الموعد لعرض إبداعاتهم أمام آلاف العابرين والمتوقفين بهذا المكان الرمز لبيع جزء من بضاعتهم، تبقى أنامل أخرى تحلم بنفس الفرصة للخروج من دائرة النسيان بالقرى النائية نحو الأضواء المسلّطة بين أشعة الشمس وضوضاء ليالي شاطئ الدلفين.أكثر من 30 حرفيا وصانع يدوي يشاركون في إحياء أيام وليالي موسم الاصطياف بولاية بومرداس، حيث اختارت لهم مديرية السياحة كالعادة موقعا استراتيجيا على طول واجهة البحر بتنظيم خيم بأشكال تجلب الفضول على الرغم من نقص التنوع في المنتجات، خاصة ما تعلّق بالتحف التذكارية التي تشكّل أحد أهم عوامل الجذب السياحي وتسجيل ذكريات مرور السائحين.
هي إبداعات كان بالإمكان البحث عنها وعن أياديها المبدعة التي تعمل في صمت بأعالي الجبال والقرى، تقاوم الظروف الصعبة لكنها متشبثة بحرفة الأجداد أبرزها صناعة الدوم التي تقدم أشكالا فنية متنوعة للمظلات الشمسية، والقفف التي عادت إلى واجهة الاستعمال اليومي لأهميتها البيئية والصحية، إلى جانب الأواني المنزلية المصنوعة من الفخار والطين الأحمر الطبيعي التي تشتهر بها المنطقة.
وبغضّ النظر عن أهمية الحدث ومثل هذه المبادرات المشجعة للحرفيين الذين كثيرا ما اشتكوا من أزمة التسويق وغياب فضاءات العرض القارة والظرفية، إلا أن الكثيرين أيضا من أصحاب المهنة غير المحظوظين للمشاركة في مثل هذه التظاهرات يطالبون بفرص مماثلة مثلما رصدته «الشعب» من تصريحات لدى بعض المشاركين في معرض تظاهرة «الجزائر في القلب لترقية الأمازيغية» بدار الثقافة رشيد ميموني، من أجل التعريف بمنتجاتهم وتسويقها للتخفيف من الأزمة الاقتصادية وارتفاع تكاليف المواد الأولية، وصعوبة جلبها من أماكن بعيدة بالنسبة لمادة الطين كما أكدت عليه حرفية من بلدية الناصرية مختصة في إنتاج كل أنواع الفخار الطبيعي.
وطالب بعض الحرفيين أيضا «بفتح معارض صيفية محلية مماثلة وبالخصوص بالمدن الساحلية التي تستقبل عشرات الزوار والمصطافين من أجل إنعاش الساحة وإضفاء أجواء خاصة ومتميزة على موسم الاصطياف الجاف بالبلديات الداخلية، الذي يعيش جفاء ثقافيا وفنيا وانعدام المتنزهات والفضاءات العامة للعائلات والأطفال، واقتصار كل أيام الصيف على شاطئ البحر نظرا لغياب البدائل وفتور سهرات الصيف، وهو ما جعل ليالي المدن الساحلية تبدأ مبكرا ماعدا تجمعات صغيرة أغلبها مجتمعة حول محلات الوجبات والمثلجات.
انتقادات أخرى سجلتها «الشعب» لدى المواطنين والزوار وحتى أصحاب المطاعم بالجهة المقابلة للشارع، تتعلّق بمكان العرض وأسباب اختيار الرصيف الرئيسي لواجهة البحر من قبل المنظمين لتنصيب خيم حجبت الرؤيا كليا على الشاطئ، بدلا من تخصيص فضاءات عامة قريبة منها الساحة الكبيرة قبالة فندق بوزقزة التي تستعمل في العادة كموقف لحافلات النقل الجامعي وحظيرة للسيارات، أو بالساحة المجاورة لملعب جيلالي بونعامة على بعد أمتار من الشاطئ المركزي، وغيرها من الساحات العامة وسط المدينة، مع ذلك تبقى التظاهرة بنظر الآخرين هامة وأحد اكسيسورات موسم الاصطياف التي لا يمكن الاستغناء عنها، حيث لا يحلو المقام ولا المناسبة في غياب مثل هذه التحف والمنتجات التي ترمز للمكان وعادات المنطقة وسفير للسياحة المحلية التي تزخر بها بومرداس.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)