هيكل عن أزمة السيسي

* وسائل وصول الرئيس إلى الناس ليست بميكرفونات الإذاعة أو التليفزيونقدم الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل خلال لقاء أذيع على قناة ”سي بي سي” نصائح للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بدت في أغلبها في شكل وصفة دواء لإنقاذ السيسي من الأزمات التي تعترضه، في الآونة الأخيرة، وهي نصائح سبق وقدمها هيكل للرئيس الأسبق جمال عبد الناصر. وأكّد هيكل على حاجة السيسي لحزب سياسي أو جبهة وطنية، تضم تحالفاً شعبياً قوياً يدعم مواقفه، على غرار التنظيم الطليعي، والاتحاد الاشتراكي الذي أسسه عبد الناصر خلال الحقبة الناصرية ليدعمه شعبياً وفي قراراته المصيرية، شريطة أن يضم هذا التحالف الشعبي جميع طوائف المجتمع. وشدد هيكل على أن مصدر الأزمة التي تعترض الرئيس عبد الفتاح السيسي الحقيقية تكمن في غياب حزب يتبعه، مضيفاً: ”السيسي ينقصه حزب سياسي”، إلا أنه أشار إلى أن هناك تخوفات كثيرة من ”حزب الرئيس”، قائلاً: ”لو حدث وقرر الرئيس انشاء حزب، سينضم إليه كل المنافقين”. وأوضح أنه يؤيد وجود ”جبهة وطنية” لدعم السيسي بدلاً من حزب، خوفاً من صناعة نظام سلطوي قائم على المصالح الخاصة، مثلما حدث في الماضي مع الحزب الوطني المنحل. ولفت هيكل إلى أن مصر تعاني من عدد من المآزق، أحدها عدم وجود حزب سياسي للرئيس عبد الفتاح السيسي، يستطيع من خلاله التواصل مع كافة المصريين. وأضاف ”على الرئيس أن يعرض تقريراً للأمة عن الحالة الآنية، ولما يسعى إلى تحقيقه في المستقبل”، معرباً عن قلقه من عودة النظام البائد إلى المشهد السياسي على حساب الشباب، منوهاً بأن الإدارة المصرية لم تملك صدراً رحباً للاستماع للشباب، ما أدى إلى ابتعادهم عن المشهد، وقال: ”نحن نعاني من أزمة ثقة بين الدولة والشباب ويجب حلها”. وحول الدعم الإعلامي للسيسي وامتلاكه وسائل إعلام للتعبير عنه، قال هيكل أن ”وسائل وصول الرئيس إلى الناس ليست ميكرفونات الإذاعة أو التليفزيون، ... فالوصول الحقيقي يقتضي الاتصال مباشرة وبوسائل مباشرة بالناس والأرض، ولابد أن يكون للرئيس أناس حوله شبه حزب من خلال جبهة وطنية أو تحالف يقوده، لأنه إذا بقي وحده يقود سواء من خلال مقر القيادة العامة للقوات المسلحة أو القصر الجمهوري فهذا غير كاف”.