هيكليّة تفاعل الإفصاح والقياس المحاسبيّين - دراسة تحليلية لبدايات تَأثُر الفكر المحاسبي بالفكر الاقتصادي -

لا يخفى اليوم على المتخصصين في مجال المحاسبة المالية أن هنالك صعوبة في قياس بعض الأحداث الاقتصادية والإفصاح عنها؛ فالإفصاح عن المعلومات غير المالية والقيمة العادلة والمعلومات التنبؤية بعيدة المدى، كلها إفصاحات كثيرا ما تتسم بالتقدير نظراً لعجز القياس المحاسبي عن إعطاء قيم دقيقة لها؛ الأمر الذي يدفعنا للتساؤل حول هيكليّة تفاعل الإفصاح والقياس المحاسبيين والتي تجعل القياس عاجزا على تلبية متطلبات الإفصاح. حيث يأتي هذا المقال بهدف التعمق في دراسة البدايات الأولى لتأثُر الفكر المحاسبي بالفكر الاقتصادي، وذلك في مرحلة ما قبل التنظير المحاسبي التي عُرفت في الأدبيات المحاسبية بمرحلة الاعتقاد بالحكمة التقليدية؛ حيث بيّنا تأثير المداخل والنظريات الاقتصادية السائدة في هذه المرحلة على هيكليّة تفاعل وتطور الإفصاح والقياس المحاسبيّين؛ الأمر الذي سيجيبنا على العديد من التساؤلات المرتبطة بمشاكل القياس المحاسبي في وقتنا الراهن. فمن أهم النتائج التي توصلت الدراسة إليها، هي أن القياس كان تابعا لمتطلبات الإفصاح، وأن أهداف المحاسبة المُحدِّدة للقياس تتأثر بالفكر الاقتصادي السائد والذي يُشكل الحاجات إلى المحاسبة، الأمر الذي يجعل مشاكل القياس المحاسبي تنشأ من عدم تناغم جانبي تطور المحاسبة، المستقل والتابع.