الجزائر

هواة جمع التحف الفنية القديمة يتطلعون إلى إنشاء فضاء متخصص



قصد تطوير العمل التراثي
هواة جمع التحف الفنية القديمة يتطلعون إلى إنشاء فضاء متخصص

يتطلع هواة جمع التحف الفنية و الأنتيكات عبر ولاية الجزائر إلى تطوير عملهم التراثي ويربطونه بإنشاء قرية فنية أو فضاء متخصص يجمعهم بمختلف الحرفيين لإعطاء معنى لنشاطهم المتعدد الاختصاصات.
خ.نسيمة /ق.م
يرى غناي محمد أمين مجمع أنتيكات أن المحلات الموجودة في الجزائر العاصمة غير كافية لاستيعاب حجم النشاط في هذا المجال. وقال أن قرية فنية من شأنها توفير مجال للحرفيين المختصين في النحاس ولفضة و النجارة الفنية وغيرها لأن الأشياء القديمة بحاجة إلى صيانة وإصلاح .
ورغم أهمية هذا النشاط تجاريا وثقافيا إلا أنه ما زال غير مستغل من قبل الجماعات المحلية ولا يشكل مصدرا لجلب السواح ما جعل نشاط الأشخاص مشتتا لحد الآن بدليل أنهم غير منخرطين في أي تنظيم معترف به يضيف المتحدث.
ولتجنب السرية التي قد تحوم حول هذا النشاط يرى السيد غناي وزملاؤه الأهمية البالغة لتنظيم المعارض عبر الساحات العمومية والمعالم التاريخية مثل حصن 23 الذي سبق له احتضان معرض مماثل نهاية سنة 2017.
وفي غياب أرقام تضبط عددهم ونشاطهم أشار هواة لهدا النشاط الى أنهم حاملون لبطاقة حرفي فيما أكد المدير العام لغرفة الصناعات التقليدية والحرف لولاية الجزائر السيد عز الدين كالي أن تحول الحرفي من صانع للمواد الحرفية بمختلف موادها (خشب نحاس حديد فخار...) إلى مجمع للتحف الفنية كتجارة قائمة بحد ذاتها يعتبر تناقضا .
إلا أن المجمعين الموجودين على مستوى العاصمة كما أضاف يمكن اعتبارهما منفذا هاما للصناعة التقليدية واشترط في ذلك أن تجد لهم وزارة السياحة إطارا قانونيا ينظمهم ويراقبهم عبر مفتشي الصناعة التقليدية لمديرية السياحة لولاية الجزائر.
ويفرق السيد كالي بين مجمع التحف الفنية و الأنتيكات وبين مجمع الأثاث القديم (البروكونت) ويقول أن هذا الأخير لا وجود له في قائمة المهن الحرفية المعتمدة في الجزائر.
من جهته قال المفتش بمديرية التجارة لولاية الجزائر العياشي ظهار أن مصالحه تراقب باعة التحف الفنية بناء على نشاطهم كتجار حاملين لسجل تجاري وليس كحرفيين وتعاين مدى تطابق عملهم مع شروط الممارسة التجارية وفي حال وصول تبليغات بشأنهم.
ويرتبط عمل جامع التحف الفنية القديمة بنشاطات حرفية أخرى ضرورية في نظر السيد حميطوش سليمان من بلدية باب الوادي حيث يشتغل في تذويب النحاس. وقد اختص الحرفي في تصليح التحف النحاسية القديمة.
ويعمل هذا الحرفي على إزالة الصدأ من على التحف النحاسية ومسحها وتلميعها وأحيانا إعادة طلائها إذا استعدى الأمر ذلك. كما قد يطلب منه إعادة تصنيع بعض النماذج النادرة أو المفقودة كقابض الأبواب والشمعدان بمختلف أنواعه الأوروبي والمشرقي وكذا الأطباق النحاسية الكبيرة الحجم ذات الطابع العثماني. واستطاع الحرفي العصامي أن يوجد لنفسه مجموعة معتبرة من المقتنيات ويصبح بدوره جامعا للتحف النحاسية القديمة إلا أنه أقر لوكالة الأنباء الجزائرية أن تقدير التحفة ما زال رهين آراء الأشخاص المسنين وذلك في غياب مراجع واضحة أو شبكة معتمدة يمكن الرجوع إليها من أجل تأكيد قيمة الشيء فنيا وتاريخيا .

جمع التحف القديمة ذاكرة التراث الإنساني

يملك غناي عبد الأمين مصباحا زيتيا يعود إلى 1860 و ميسحاج خشبي صنع في القرن 18 وجلد ثعلب نادر بطول يزيد عن 1 متر بعشرين سنتيمتر يعود إلى 1925 حسب المعلومات التي استقاها من بائعه بفرنسا. ويصف مجموعته ب تراث انساني تكمن أهميته في التعرف على الظروف المحيطة في صناعة كل قطعة ومالكها و مسارها. ولا يمكن الحصول على كل تلك المعلومات الدقيقة في غياب شبكة وطنية لمجمعي التحف الفنية حسب قوله. ويؤكد عبد الرحمن بن رضوان بصفته واحد من المجمعين المعروفين بالعاصمة أن الناشطين في المجال يتعاملون فيما بينهم ب المقايضة كصيغة تجارية جد
منتشرة في هذا الوسط الذي ما زال يتسم -حسبه- ب التكتم والتحفظ . ويشدد المتحدث على أن جمع التحف الفنية ليست مهنة وإنما خيار فني وبالتالي فالهدف ليس تجاريا محضا لأنه عمل يتطلب تكريس وقت ومساحة لحفظ المقتنيات وصيانتها.
وبخصوص إمكانية استغلال هذا النشاط ذو الطابع الفني في مجال السياحة الثقافية لمدينة الجزائر اعتبر بن رضوان أن قلة من الناس يدركون قيمة تلك التحف و المشتري الجيد مازال نادرا في الجزائر أي ذلك الذي يبحث عن القصة من وراء الشيء المقتنى.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)