الجزائر

هواة القتل عند حاجز الموت



لا أمان لعابر على طريق يحلو لمحتليه أن يمارسوا شهوة القتل في أية لحظة وضد أي هدف يختارونه عند حاجز أطلق عليه الناس أسم «حاجز الموت».العبور من الحياة إلى الموت على حاجز حوارة مرهون بقرار جندي متوتر يختار ضحاياه تماما كمن يمارس لعبة إلكترونية، محاطة باستسهال القتل وإطلاق النار في كل اتجاه، ولا مشكلة لمحتلي الأرض في المزيد من القتل طالما كان الهدف فلسطينيا. الشهيد عبد الله قلالوة الذي ارتقى برصاص الاحتلال مساء الجمعة على حاجز حوارة الاحتلالي، كان الهدف التالي لمحتل سارع إلى ترويج روايته المعهودة، لكن دقائق قليلة كشفت الحقائق وأكدت أن عبد الله كان عابرا على أمل المرور بسلام من تلك المنطقة، لكنه الأمل الذي يتربّص به المحتل في كل اتجاه، فحلم الحياة ليس سهلا في زمن محتل ينشر الموت أينما تواجد.
وبارتقاء الشهيد عبدالله على حاجز حوارة، يُعاد إلى الذاكرة ذات السيناريوهات لعشرات جرائم الإعدام التي وقعت على الحواجز العسكرية المنتشرة في أجراء الضفة، ولم يعد الغزاة يكتفون بتقطيع أوصال الأرض بل يعززون زراعة الموت فيها كل يوم أكثر من سابقه. إبراهيم قلالوة شقيق الشهيد عبد الله روى جزءا من حكاية الإعدام، مؤكدا أن العائلة ومعهم عبد الله كانوا متجهين إلى مدينة رام الله، ونظرا لوجود راكب إضافي في المركبة وخوفا من مخالفة قانون السير، قررت العائلة أن يواصل أحد أفرادها رحلته إلى رام الله بالمواصلات العامة، وبعد وصول العائلة إلى رام الله حاولت التواصل مع عبد الله لمعرفة إن وصل لكن دون جدوى، فكان هاتفه بلا رد.
وما هي إلا دقائق حتى وصل نبأ استشهاده إلى العائلة التي أصيبت بالصدمة الكبرى. وحسب روايات شهود عيان من بلدة الجديدة مسقط رأس الشهيد فإن عبد الله استقل مركبة خاصة كون رحلتهم إلى رام الله كانت يوم الجمعة وفي ظل عدم وجود مواصلات عامة، ووصل مع صاحب المركبة الخاصة إلى ما بعد حاجز حوارة عند دوار «سلمان الفارسي»، حيث ذهب صاحب المركبة إلى وجهته وحاول عبد الله استقلال مركبة أخرى لإكمال مسيرته إلى رام الله، وبينما كان يسير هناك طلبت منه مجندة التوقف وما هي إلا لحظات حتى أطلق عليه جندي عدة رصاصات قاتلة. والدة الشهيد عبد الله، وبينما كانت تحتضن نجله ابن الشهر الواحد، تحدثت عن نجلها الشهيد وسيرته وحب أهل بلده له، مؤكدة ما جاء في رواية شقيق الشهيد وشهود العيان. وتصر والدة الشهيد أن تطلق على حفيدها اسم عبد الله بينما أطلق عليه والده اسم زين قائلة «ما بدي عبد الله يغيب عن الدار، أبوه سماه زين وانا بدي اسميه عبد الله، بدي يظل موجود عبد الله معنا، ما بدي يروح من الدار».
حكاية عبد الله تتشابه في تفاصيل الموت وسرعة وقوعه مع عشرات الحالات التي اقتنص فيها المحتل عابري الطريق وزرع الحزن والموت في عشرات البيوت، دون أفق بأن العالم قادر على وضع حد لكل هذا الموت.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)