الجزائر

هل ينجح الأفارقة بحسم خلافات السودانيين؟



هل ينجح الأفارقة بحسم خلافات السودانيين؟
لقاءات البشير وسلفاكير لم تضع حدا للخلافات
ما إن عاد وفد السودان عقب فشله في التوصل إلى اتفاق بشأن خلافات الخرطوم وجوبا حول ما بقي من استحقاقات اتفاقية السلام التي انفصل بموجبها الإقليم الجنوبي، حتى عادت الأسئلة من جديد عن دور الاتحاد الأفريقي في الأزمة وما إذا كانت ستخرج من سيطرته إلى مجلس الأمن الدولي.
وهنا ظهرت سيناريوهات متفاوتة لمستقبل الأزمة بين الدولتين، "بعد رفض جوبا فك ارتباط قواتها بقوات الحركة الشعبية قطاع الشمال التي تقاتل الجيش السوداني في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان".
ويستبعد المتشائمون وصول الطرفين لأي تسوية لأزمتهما بسبب تشككهما في نوايا بعضهما بعضا. لكنهم يشيرون إلى خطأ وصفوه بالإستراتيجي بطرد السودان لكافة المتمردين الجنوبيين من أراضيه دون أن توقف جوبا دعمها للحركة الشعبية قطاع الشمال.
وبرغم اجتهاد بعض القادة الأفارقة لحث الطرفين على بذل مزيد من الجهد لإيجاد حلول لما يختلفان حوله، إلا أنهم يشككون في ذات الوقت في الموقف الأفريقي متمثلا في رئيس الآلية المشتركة ثابو مبيكي.
ويبدو أن ما يراه المتشائمون سيكون سيدا للموقف على الأقل في الفترة القريبة المقبلة "بعد الاتهامات التي تبادلتها العاصمتان عن أيهما المتسبب الرئيس في فشل تنفيذ ما اتفقا عليه من قبل".
وكان رئيس الاتحاد الأفريقي البنيني ياي بوني قال إنه تلقى تأكيدا من الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت باستعدادهما للاجتماع في القمة الأفريقية القادمة بأديس أبابا، والعمل للوصول إلى قرارات لا تكون في صالح الدولتين فحسب وإنما في صالح القارة الأفريقية.
وأكد عقب لقائه البشير يوم الخميس أنه نقل للرئيس السوداني أن مجلس السلم والأمن الأفريقي سينظر في اجتماعه المقبل كافة الاتفاقات التي وقعت وتم تنفيذها والأخرى التي لم تنفذ، وسيرفع "تقريرا للرئيسين البشير وسلفاكير لينظرا في مقترح الاتحاد الأفريقي بغرض الوصول لاتفاق بينهما".
وفيما تبادلت الدولتان الاتهامات بشأن فشل جولة مفاوضاتهما التي انتهت السبت الماضي، لم يستبعد محللون انتقال الأزمة لمجلس الأمن الدولي للتقرير بشأنها.
وكان وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين الذي رأس وفد بلاده اتهم دولة الجنوب بالتراجع عن اتفاقات سابقة بين البلدين. فيما عزا رئيس الوفد الجنوبي جون لوك فشل الطرفين في التوصل لاتفاق إلى ما أسماه بالموقف غير المبرر للسودان "باشتراطه تطبيق اتفاق التعاون في 27 سبتمبر الماضي بشروط جديدة غير متفق عليها".
غير أن المحلل السياسي الأمين عبد اللطيف برر فشل الطرفين بعدم استعدادهما الحقيقي للتصالح، ويرى أن حل المشاكل بين الدولتين يجعل الحكومتين في مواجهة مع شعبيهما بسبب مشاكلها الداخلية، "وبالتالي يستمران في المحافظة على عدو خارجي يجمع حولهما الشعبين".
وشكك في تعليقه في دور الوساطة الأفريقية التي قال إن "لديها مصلحة في تطاول أمد الحوار بين الدولتين"، مشيرا إلى وجود أياد خارجية تدفع باتجاه التوتر والخلافات. وتوقع رفع القضية لمجلس الأمن الدولي، "لكن لا نعلم تماما ماذا يخبئ المجتمع الدولي للسودان على وجه التحديد".
أما المحلل والخبير الدبلوماسي الرشيد أبو شامة فأكد أن جوبا "تسعى لنقل ملف الأزمة لمجلس الأمن الدولي لوجود أطراف داعمة لموقفها". وقال للجزيرة نت إن التعاطف الأفريقي مع دولة الجنوب يدفعها هو الآخر للتمسك بمواقفها الرافضة لأي تسوية غير مربحة بالكامل".
واستبعد توصل الدولتين لحلول إيجابية "حتى لو وافق الرئيس سلفاكير في اجتماعه مع الرئيس البشير -24 المقبل- على تجاوز الأزمة ومباشرة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في سبتمبر الماضي".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)