الجزائر

هل هي ساعة الميلاد؟!



هل هي ساعة الميلاد؟!
نوعية وأعداد المشاركين في تجمّع احتجاجات الشباب في ورفلة، يجب أن تدفع السلطة والأحزاب إلى الحياء في المستقبل عند أي حديث عن شعبية الأحزاب أو شعبية السلطة، أو حتى شعبية النقابة الوطنية المختطفة من العمال.
أولا: نوعية المشاركين ودقة التنظيم تدل على أن تجمّع ورفلة يدل على ميلاد شيء جديد في الجزائر، قد يؤدي إلى تحرير البلاد مما هي فيه.. وأن يتم هذا على أيدي الشباب. وتم من مدينة تقع في قلب الجزائر جغرافيا. ونتمنى أن يتم إشعاعه على كامل الوطن. بالفعل، الشباب المتظاهر في ورفلة قد صنع ما يشبه اجتماع 22 في المدنية قبل 58 سنة، ووجه الشبه هنا هو إلغاء ما يسمى بالأحزاب السياسية، تماما مثلما ألغت جماعة 22 التي اجتمعت في المرادية (المدنية) أحزاب البؤس السياسي التي كانت تتصارع فيما بينها أكثر مما تتصارع مع السلطة الاستعمارية.. كما هو حال أحزاب اليوم التي تتصارع فيما بينها أكثر مما تتصارع مع النظام، من أجل تنظيم الشعب وتحسين أوضاع الشعب والبلد.
لقد سألني العديد من الشباب، منذ شهور، عن الطريقة التي يكوّن بها هذا الشباب مجموعة 22 جديدة، لتخليص البلاد من الوضع الذي آلت إليه.
وها هو الشباب يبتكر طريقة فعالة لتخليص البلاد مما هي فيه. إنه عمل تاريخي يبشر بميلاد الجزائر الجديدة.. الجزائر الحرة..
نعم، مطالب الشباب في ورفلة ليست مسيّسة نظريا، لأنها لا تخضع لطقوس السياسة المسوّسة التي تمارسها أحزاب البؤس والفساد.. لكن عمق هذه المطالب لن يكون إلا سياسيا.. فتحسين الأوضاع وإعادة الكرامة للشباب لن يكون إلا بأعمال سياسية بالأساس.
ثانيا: ينبغي أن تقرأ السلطة قراءة صحيحة لما صاحت به حناجر الشباب في ورفلة، فالمجتمعون لم يجمعهم من كان يجمع الناس في المسيرات العفوية الزائفة، ولم يجمع تجار الفساد بالمال المسروق لفائدة أحزاب الفساد وإدارة المظالم..! بل اجتمعوا بسبب رصيدهم من الغبن والظلم والتهميش.. وقرّروا القرار الصحيح، وهو أن يأخذوا مصير بلدهم بأيديهم.
الشباب الذي يرفض التعامل مع أحزاب الفساد ويرفض التفاعل مع إدارة المظالم، هو شباب يمارس السياسة بعمق.. شباب يريد ميلاد شيء جديد في الممارسة السياسية الوطنية.
الشباب الذي أقلع عن رمي نفسه في البحر للبحث عن أمل، وأقلع عن ممارسة العنف لتغيير واقع عنيف بعنف آخر، هو شباب وضع رجله على الطريق الصحيح لصناعة المستقبل.
ما هي السياسة إذا لم تكن كرامة وعملا وعدالة وتعليما وحرية؟! فأنتم، يا شباب الجنوب، تمارسون السياسة في أرقى صورها الأكثر نبلا، ونتمنى أن يكون ما حدث في ورفلة هو إعلان مسيرة كبرى نحو التغيير الواعد في الممارسة الصحيحة للسياسة.
[email protected]


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)