الجزائر

هل فعلا الفرد العربي غير متحضّر ؟؟؟



هل فعلا الفرد العربي غير متحضّر ؟؟؟
هو سؤال روحانيّ فلسفيّ مجتمعيّ اجتماعيّ نفسيّ فكريّ، سؤال عميق عُمق أزمتنا، عميق عمق عراقة الأندلس و الشّام وبيروت و القاهرة و بغداد و مراكش و القيروان و نواكشوط و الجزائر وكلّ ذلك الجمال و الإبداع و الاخضرار و التّطوّر الرّائع الضّائع..
هو سؤال قد يتبادر لذهن أي شخص يعيش حاليا في المجتمع العربي أو يزوره و يرى حالة المحيط و الفرد و المجتمع العربي وما آلت إليه الأوضاع من تردّي و تقهقر حضاري وفي مختلف المجالات، تلك الحالة الّتي تنمّ عن وجود خلل ما، تلك الحالة الّتي تنمّ عن تناقضات كثيرة ..
إنّنا إن بذلنا جهدا و بحثنا في الموضوع فسنجد أنّ الأمر له علاقة بالأخلاق و التّربية و التّعليم و الأسرة و الحالة المعيشية و الاجتماعية والاقتصادية والسّياسية العامّة للفرد و المجتمع ككلّ، و سنجد أنّنا كلّ ما تساهلنا و تهاونّنا و تخاذلنا فإن الأمر سيزيد و سيتعمّق و سيستفحل بشكل أكبر و أبعد و أعمق ممّا هو عليه..
ليس هذا فقط بل الأمر يخضع لعدّة توازنات و مؤثرات و مصالح و تدخّلات أقاليم و دول و إمبراطوريات حُكم و مال و أعمال..
الأمر له علاقة مباشرة و غير مباشرة بصراع الحضارات..

يمكن أن يكون ذلك حقيقة - مشكلة العربيّ مع التّحضّر- لكن ليس لكلّ تلك الدّرجة، ليس لدرجة أن يصبح الفرد المواطن العربيّ البسيط هو المتسبّب و المتّهم الوحيد و الأوحد، ليس لدرجة أن نعطي الحقّ لأنفسنا بجلد و اتّهام الفرد المواطن العربيّ البسيط و جعله مشجبا نعلّق عليه جميع المشاكل، و ليس لدرجة أن نجعله الدّوحة و الشّجرة الّتي تغشى و تغطّي الغابة..
بل الأمر تتمّ تغذيته، ويتمّ استغلاله بطريقة ما و لأهداف ما، نعم الحقيقة أنّه إذا ما بحثنا و تمعّنا في الأمر و تتبّعنا الأحداث فسنجد أنّه يتمّ تضخيم و تعميق الأمر أكثر ممّا هو عليه، و ذلك لاستغلاله و الاتّجار به لصالح الانتهازيين و عبيد المال و الأعمال و الثروات و السّلطة و الإقطاعية و البورجوازية و العولمة و التّطبيع..

كما كلّ الكائنات الحيّة و الجمادات، فقد خلقنا الله على سنّة الاختلاف و التنوّع، و في كلّ مجتمع هناك فئات و أنواع و مستويات و طوائف من النّاس، و لكي يتّم تسيير هذا التنوّع والتحكّم فيه و استغلاله و الاستفادة منه وتجنّب سلبياته و تبعاته لابدّ من سنّ قوانين و شرائع تخضع للدّين و العقل و الأغلبية و المصلحة العامة - كما أمرنا الله تعالى بالتزام شريعة الإسلام- ..
ففي بلداننا المتخلّفة :
* يتمّ التلاعب بكل ذلك..
* يتمّ القفز على القوانين و الشّرائع..
* تتمّ تصفية و إضعاف شريعة الإسلام و شرائعه و أصوله و جمالياته..
* يتمّ اللّعب على وتر الطائفية و الفئوية..
* يتمّ تجنيب و تحييد المجتمع و الدّول عن الوحدة و التوحّد..
* يتمّ احتكار الثروات..
* يتمّ تهجير و محاصرة العلماء و الموهوبين و الصّالحين و المصلحين -المخلصين- ..
* يتمّ تهجير وامتصاص الأدمغة و العقول..
و في خضمّ كلّ هذا يجد الفرد نفسه ضعيفا تائها في عمق جماعة غير متناسقة، يجد الفرد نفسه ضائعا مفتقرا لأهمّ الحوافز و هي القيادة الرّشيدة و التّوجيه و التّحفيز، يجد الفرد نفسه ضائعا تائها مفتقرا لأهمّ عنصر و هو الانتماء..

و ذلك ليس عيب و لا جريمة، بحيث أرض الله واسعة، و ذلك ما حدث لسيّدنا محمّد صلّى الله عليه و سلم، إذ خرج من مكّة بعد ما عانى فيها ما عانى و تعرّض منها و فيها لويلات المحاصرة و الاتهام و أشدّ التّحامل و التهجّم و الإيذاء - فقط جحودا و تحجّرا و محافظة على الجاه و العرش و السّلطة و الوجاهة العربية القبَليّة- ، بينما هاجر للمدينة المنوّرة فلاقى و لقيَ هناك من أول وهلة الشّوق و الانتظار و التّغنّي الحبّ و الاستقبال و الدّعم و البَيْعة..

الوطن مع مجموعة من المتواطئين الفاسدين و الهمجيّين و المتعصّبين و الإقطاعيّين البورجوازيين و المتزلّفين و غير المدركين يصبح أكبر من مجرد حدود زائفة و أكبر من مجرّد قطعة أرض هي ملك لله و سيأتي يوم و تَفنى..



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)