الجزائر

هل تحوّلت الجامعة العربية لخدمة أجندة الخليج والغرب؟



يبدو أن “جامعة الدول العربية” تحولت هي الأخرى إلى منبر لدول الخليج وحلفائهم في واشنطن وأوروبا، حيث أن أول قرار اتخذته الجامعة بعد تعيين أمينها العام الجديد هو وقف بث الفضائية الليبية دون تقديم توضيحات حول ملابسات هذا القرار واكتفت الجامعة بالقول إن ذلك جاء “تنفيذا لقرار مجلس الأمن 1973”رغم أن القناة الفضائية الليبية خاصة في الفترة الأخيرة كانت تبث باستمرار دعوات من النظام الليبي لوقف إطلاق النار الذي رفضه الناتو، إلا أن الجامعة العربية - وتحت إملاءات خارجية - قررت وقف بث القناة، ما يطرح عدة تساؤلات حول خلفية هذا الإجراء.
فهل جاء هذا لأن قناة الجماهيرية الليبية هي القناة الوحيدة التي تنقل أخبارا مصورة عن الضحايا المدنيين لغارات الناتو أم لأن الحلفاء لا يريدون الاستجابة للأصوات الداعية للسلام والتفاوض ووقف النار التي يطلقها النظام الليبي من خلال هذه القناة، ما يعكس رغبة غربية في مواصلة القتال وإسكات الأصوات الداعية لوقف القتال عن طريق وقف بث القناة الجاهيرية الليبية لأن الهدف الرئيس للتدخل العسكري الأجنبي في ليبيا ربما بعيد كل البعد عن حقوق الإنسان الليبي وعيشه الكريم، بل يتعلق أساسا بثروات المواطن الليبي، وأن الأمر بعيد كل البعد عن قيم “حرية التعبير” التي تقود أمريكا وحلفاؤها حربا ضروسا “لإقامتها” عن طريق “قمع حرية التعبير” وإلا كيف نقرأ قرار وقف بث الجماهيرية الليبية؟!
ربما قد يتذرع العرب في قرارهم الذي اتخذوه - طبعا بأوامر أمريكية أوروبية - بأن القناة تابعة لنظام القذافي المطلوب لدى الحلفاء. ونتساءل هنا لماذا لم تقدم واشنطن وحلفاؤها، خاصة قطر، على وقف قناة الجزيرة القطرية حينما كانت تبث أشرطة مصورة لزعيم ما يسمى ب”تنظيم القاعدة”، رغم أن بن لادن كان المطلوب رقم واحد من طرف الإدارة الأمريكية. لا شك أن الجماهيرية الليبية هددت الأمن الأمريكي أكثر مما هدده “بن لادن” لأنها كانت توثق لجرائم الناتو ضد المدنيين الليبيين قبل كل شيء، وتعري حقيقة مخططاتهم في المنطقة!؟
وكان وزراء الخارجية العرب طلبوا من المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عربسات) وقف البث التلفزيوني لقناة “الجماهيرية” الفضائية الليبية وأي قنوات تلفزيونية تبثها السلطات الليبية على ترددات عربسات “تنفيذا لقرار مجلس الامن الخاص بليبيا رقم 1973”. كما طالب الوزراء في ختام اجتماعهم غير العادي عقب مداولات جرت بينهم وبين رؤساء الوفود بشأن الأوضاع في ليبيا من الأمانة العامة للجامعة بمتابعة تنفيذ هذا القرار ورفع تقرير إلى المجلس في هذا الشأن.
وكان رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي أعلن لدى استقباله المبعوث الخاص للأمم المتحدة في ليبيا عبد الإله الخطيب استعداد نظام العقيد معمر القذافي لوقف إطلاق نار فوري يتزامن مع وقف ضربات الحلف الأطلسي.
وذكرت وكالة الأنباء الليبية أن المحمودي أكد خلال استقباله الخطيب “تمسك طرابلس بوقف إطلاق نار فوري يتزامن مع وقف قصف الحلف الأطلسي والقبول بقدوم مراقبين دوليين للإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار”.
وأضاف المحمودي أن بلاده متمسكة بوحدة أراضيها وشعبها مؤكدا “حق الليبيين في تقرير شؤونهم الداخلية ونظامهم السياسي من خلال حوار ديموقراطي بعيدا عن القصف والتهديد”.
كما أكد المسؤول الليبي أن الحلف الأطلسي ارتكب “تجاوزات وانتهاكات” في ليبيا منددا ب”الاغتيالات السياسية والحصار البحري الغاشم والقصف على مواقع مدنية وتدمير البنى التحتية”.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)