الجزائر

هل بدأ تسونامي الهف السياسي؟!


الطبقة السياسية في الجزائر تعاني مثل الحكم من الشيخوخة السياسية في الحديث إلى الناس! لهذا عندما أسمع أو أقرأ تصريحات رجالات الحكم والسياسة عندنا أحس بضيق في التنفس وارتفاع في الضغط.. وأبتلع ما تيسر من حبوب معالجة ضغط الدم! ومن هذه مثلا:- في الوقت الذي يجتاح العالم العربي تسونامي سياسي يدعو إلى كف يد البوليس السياسي عن تشكيل الحياة السياسية في الوطن العربي يعلن مسؤول في الداخلية الجزائرية عن انتهاء البوليس الجزائري من التحريات حول 5 أحزاب كاملة! وأن الداخلية (وليس القضاء) هي من سيمنح هؤلاء شهادة الميلاد السياسي! ويقدم ذلك للرأي العام على أنه خطوة على طريق الإصلاح.. ويفرح زعماء هذه الأحزاب الجديدة بهذه الخطوة ويعتبرونها مهمة رغم أن ميلادهم السياسي من العار السياسي أن يكون في مخفر الشرطة! وأتساءل هل كان من الواجب أن يقوم من أعلنوا هذا الخبر للناس بهذه الطريقة التعيسة أم هو الغباء السياسي من مانحي صكوك الغفران والمتقبلين لها بابتهاج؟! هل يمكن أن نطمع في هكذا أحزاب أن تحدث التغيير المنشود وهي تولد بهذه الصورة التعيسة؟!
- ما نسمعه هذه الأيام بخصوص الملاسنة بين زعماء أحزاب التعالف الرئاسي فقد تعالفوا من خلال التحالف مدة عشرية كاملة وأكثر حول موضوع اقتسام ريع السلطة.. ولكنهم الآن يختلفون حول اقتسام أصوات الناخبين الذين قرروا مقاطعة انتخابات يشرف عليها وينظمها هؤلاء.. فيما يسمى بالعصيان الانتخابي أبو جرة يطلب من شركائه في "التعالف" أن يعتذروا له لأنهم أخطأوا في حق حمس حين قالوا بأنهم قبلوه معهم في التحالف إكراما لقبر نحناح.. وليس لأنه أردوغان الجزائر.. يقول عن نفسه إنه أبو جرة الجزائر وفقط.. وهو الذي لم يتسطع أن يكون أبو جرة حمس ويدعي أنه أبو جرة الجزائر؟! ويبشر الجزائريين باكتساح السلفيين للمشهد الانتخابي القادم ومع ذلك لا يرى حرجا في القول بأن حزبه جاهز لتسلم الحكم في الجزائر.. حكمه في التحالف نجح في صعود تيار آخر في الساحة السياسية ومع ذلك يقول إنه في منتهى الجاهزية للحكم؟! أي بؤس هذا الذي نسمعه ونقرأه؟!
والطريف في كل هذا هو أن أبو جرة قال إن وزراءه في الحكومة على استعداد لتقديم استقالتهم! وأن استقالتهم هي بالفعل فوق مكتبه! وأحس بالخلط بين وظائف الحكومة ووظيفة حزب حمس! ولو كان أبو جرة صادقا فيما يقول لقال لنا محتوى الملفات التي تخص وزراءه في مجالات الفساد واستغلال النفوذ وتحزيب قطاعاتهم! عوض أن يتحدث عن استقالات الوزراء.. نحن نعرف أنهم يستقيلون من الحزب ولا يستقيلون من مناصبهم الوزارية؟! وقد كاد أن يفعلها هو نفسه لو عرضت عليه مسألة الخيار بين الوزارة والحزب؟!
* ادعاء أمثال أبو جرة أنه هو من دعا إلى فكرة منح الأحزاب الجديدة الاعتماد! واعطوني عقلا جاهزا من العثمانية لأفهم به كيف يدعو حزب في السلطة السلطة إلى اعتماد حزب منشق عنه ويعتبر ذلك إصلاحا! وممارسة للسياسة السوية؟! الشعب يا أبا جرة لن يذهب إلى الانتخابات القادمة سواء بكم كتعالف أو بالحزيبات الجديدة؟! وما لا تحمد عقباه قادم حتى ولو استخدمتم السلفيين كأحصنة انتخابات أنتم والسلطة ومن بأيديهم أمور الإفساد والإصلاح للحياة السياسية في البلاد!؟
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)