الجزائر

هكذا نحيا مع القرآن في شهر القرآن



هكذا تحدث القرآن عن نفسه ، فأول كلمة نزل بها الوحى على النبى (صلى الله عليه وسلم) هى كلمة «اقرأ»: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} (العلق: 1). والقراءة هي أول صفة من الصفات التي وصف بها القرآن نفسه▪اقرأ القرآن أخي تلاوة وذكرا ...
▪اقرأ القرآن تدبرا وفهما (أفلا يتدبرون القرآن ......)
▪اقرأ القرآن لتعمل به بعد أن تعلم وتفهم فتنجح وتسعد...
▪اقرأ القرآن لتنشره وتبلغه الى غيرك فينتفع به.
▪اقرأ القرآن لتعيه ولتحفظه في صدرك آيات بينات..
هكذا نرى القرآن يحمل فى طياته أفعالاً تتجاوز المطالعة إلى الفهم ،والإدراك ،واستخلاص المعانى ،والعمل به، وتبليغه للغير، واستيعابه في الصدر.
وهكذا يتفاعل القرآن بعد ذلك داخل عقل الإنسان ويتحول إلى معتقدات، ويتفاعل داخل وجدانه ليتحول إلى اتجاهات. وإلى أسلوب حياة.
فمن كلمة «القراءة» إشتق مسمى الكتاب الكريم الذى أنزله الله على محمد (صلى الله عليه وسلم): (القرآن).
القرآن كتاب للقراءة والتدارس والفهم والاستيعاب واستخلاص المعانى التى تشكل أساساً للسلوك الإنساني، ثم لتترجم إلى أفعال وأقوال ونيات .
والوصف الثاني الذي وصف به القرآن نفسه هو: «الوضوح» أو «البيان». فالله تعالى نص على أن الكتاب الكريم نزل بلسان عربى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (يوسف: 2)، فقد نزل القرآن بلغة العرب حتى تكون رسالته واضحة ومفهومة بالنسبة لكل مسلم ومسلمة، واللسان العربى الذى ينطق به القرآن الكريم لسان مبين: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} (الشعراء: 195)، أي واضح لا يوجد فيه لبس أو غموض فى المعنى. والله تعالى يقول: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ، أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِىٌّ...} (فصلت: 44). فالله تعالى يسّر القرآن بلغة العرب وليس بلغة أخرى أعجمية لأنه اختار إنساناً عربياً لحمل رسالته.
وبالتالي فكل من يتحدث العربية أو يقرأ بها لا يحتاج إلى وساطة فى التعامل مع القرآن وعليه أن يقرأه مباشرة ويحاول تفهم معانيه.
ويعود إلى الكتب التى تشرح معانى الكلمات التى يغمض عليه معناها ودلالتها. وحتى إذا كان المسلم لا يجيد القراءة والكتابة فعليه أن يتواصل مع القرآن استماعا و إنصاتا.
والمنصت مثل من يقرأ، مُطالَب بحسن التركيز على فهم الآيات واستخلاص المعانى منها: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (الأعراف: 204).
نستمع وننصت لنفهم عن القرآن، فنسعى للعمل على ضوء ذلك.
والمسلم الذي يجيد العربية لا يجعل وسيطاً بينه وبين القرآن الكريم.
فالقرآن وحي السماء لذا لا بد من التقاطه وفهمه غضاً نقياً .
وعند الرغبة فى العودة إلى التفاسير ،لا بد من الوعى بأن أصحابها يقدمون اجتهاداً قد يخطئ وقد يصيب، وأنها ليست وحياً من السماء.
الوصف الثالث: أن القرآن نص يفسر بعضه بعضاً. فالنص القرآنى كل متكامل لا يصح التعامل معه أو فهمه بشكل جزئى بل كبناء كلى، يقدم مجموعة من التباديل والتوافيق والصيغ المختلفة للتعامل مع الظروف المتغيرة على المستويين الزمانى والمكانى،
الوصف الرابع :هو أخطر الأوصاف، ويتعلق بالحفظ، حفظ آياته في الصدور،فرغم أن ذلك محبوب مرغوب،
إلا أن الله فى غنى عن أن يحفظ البشر القرآن الكريم فى صدورهم، ويكررون آياته الكريمة بألسنتهم وفقط
فالله تعالى يقول: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر: 9)، ويقول: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} (القمر: 22)
فالقرآن الكريم أساسه معانٍ إنسانية وقيم وأخلاقيات تحكم علاقة المسلم بالسماء ،وعلاقته بغيره من البشر، وعلاقته مع نفسه
والحفظ الحقيقى للقرآن معناه تمثُّل هذه المعانى والقيم والأخلاقيات فى السلوك، وترجمتها إلى أفعال واقعية
وقد كانت السيدة عائشة (رضى الله عنها) تصف النبى (صلى الله عليه وسلم) بأنه: «قرآن يمشى على الأرض»
ولم يؤثر أن كبار الصحابة كانوا من القراء أو حفظة القرآن الكريم، لكن سلوكهم يشهد على تمثلهم والتزامهم بكل ما يأمر به القرآن وما ينهى عنه القرآن فى حياتهم اليومية.فقد كانوا يعيشون أفعال القرآن تضبط سلوكهم
أما نحن فلا زال معظمنا يعيش مع حروف القرآن
اللهم ردنا إلى القرآن ردا جميلا


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)