الجزائر

هكذا سيطرت "المافيا" على صناعة المياه المعبأة



الماء المعدني في كل العالم له مقاييس واضحة ويخضع لمعايير علمية لتحديد إن كان هذا الماء معدنيا ان غير معدني، لكن هذا ليس حال الجزائر وعدد من الدول التي غاب أ يغب فيها تطبيق القانون، مصانع المياه المعبأة تحولت في السنوات العشرين الأخيرة إلى تجارة رائجة مع وجود القروض البنكية التي تعطى بلاضمانات تجارة الماء العادي الذي يعبأ في قارورات بلاستيكية، السبب هو الإرباح الضخمة التي يوفرها هذا النشاط الصناعي الذي انتشر كالفطر بالجزائر في السنوات الأخيرة خارج إطار أي رقابة.أغلب التسريبات والتقارير تشير إلى أن مصانع الماء المعدني ، كلها تقريبا اقيمت بقروض بنكيوة ضخمة اغلبها لم يسدد الى اليوم، الاكثر خطورة ف الملف الذي سنفتحه بالتفصيل هو ان بعض المصانع انشأت من أجل بيع الماء للشركات النفطية .ورغم أن 90 %من الماء المعدني المتداول غير معدني ، بل هى مجرد مياه طبيعية جوفية وهى مياه تنتشر ليس فقط فى المخزون الجوفى أو الجيوب الجوفية واحيانا آبار أو منابع ماء ، وانتشرت شركات تعبئة وبيع هذه المياه فى كل هذه المناطق.. وبالمناسبة ليست فى الجزائر فقط بل في العديد من الدول التي لا تتوفر على مؤسسات راقبية صارمة، المياه المعدنية لها قواعد ثابتة .. قبل 30 أو 40 سنة المياه المعدنية كانت متوفرة فقط بنوعين اثنين .ونعترف بأن الشركات لم تعد تذكر أبدًا أنها مياه معدنية.. بل هى مياه آبار عميقة أو حتى سطحية.. مع عمليات تنقية جيدة لمنع أي شوائب أو طحالب.. أي عمليات «فلترة» جيدة.. وإذا كانت هذه المياه جيدة.. إلا أنها لا تتفوق على مياه الحنفيات إلا فى مستوى نقاوتها التي تصيبها أحيانا طبيعة المواسير التي تجاوزت عمرها الافتراضى.. وأيضًا بسبب عدم تنظيف الخزانات .المياه المعبأة مصدرها سواء مياه الينابيع أو المياه الجوفية .. أو من المخزون الجوفى البعيد وبسبب الهوس من وجود بعض الترسيبات فى مياه الحنفيات تزيد معدلات إقبال الناس على شراء المياه المعبأة.. وما أكثر هذه الشركات استثمارية أو خاصة.. . وزاد هذا الهوس من كثرة إصرار الكثيرين على حمل هذه الزجاجات التي تحرص الفنادق كبيرة وصغيرة على تقديمها .. واندفعت وراءها المطاعم، .. واعتبرها كل هؤلاء تجارة يجنون من ورائها أرباحًا هائلة.بعض الخبراء يقولون إن مياه الحنفية سواء بعد الاستعانة بالمرشحات والفلاتر أو لجوء البعض إلى عملية تسخين هذه المياه حتى درجة الغليان، ضمانًا لقتل أى بكتيريا، تكون افضل بكثير ، المياه الحنفيات تكون فى أجود حالاتها عند خروجها من محطات المياه.. وتلك هى مسئولية الدولة.. أما حالة المياه بعد هذا الخروج ففيها ما فيها بسبب عمر شبكات المياه كبيرة أو بسيطة.القضية ليست فى عدم جودة المياه العامة.. فهل نجد حلاً رغم أن ذلك يتكلف المليارات.. وهذا كله وراء انتشار تجارة المياه المعبأة.. وبالتالى وراء ارتفاع أسعارها وهى بالمناسبة لا علاقة لها بأسعار الدولار.. هل من وسيلة للدفاع عن مياه الحنفيات؟!.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)