الجزائر

هكذا "تموّل" فرنسا فلول الإرهاب بمنطقة الساحل


❊لا يُستبعد استفادة إرهابيين آخرين من عائدات الفديةلم يستبعد العقيد المتقاعد عبد الحميد العربي شريف، أمس، استرجاع دفعات جديدة من أموال عائدات الفدية التي كانت محل صفقة بين فرنسا والإرهابيين شهر أكتوبر الماضي بمنطقة الساحل، على غرار ما تمّ خلال عملية التمشيط الأخيرة التي نفذتها قوات الجيش الوطني الشعبي بجبل بوطويل بجيجل، حيث تم خلالها استرجاع مبلغ مالي يقدر بثمانين ألف أورو، كانت موجهة لفلول الجماعات الإرهابية.
ولم يستبعد العقيد المتقاعد في اتصال مع "المساء"، أمس، أن تكون هذه الجماعات قد تلقت بلا شك دفعات أخرى من عائدات الفدية.
واتهم العسكري المتقاعد، فرنسا بدعم فلول الإرهاب، من خلال منحها فدية مقابل الإفراج عن أكثر من 200 إرهابي، حيث ألقي القبض على إرهابيين اثنين منهم داخل الوطن، مضيفا أنه لم يبق لفرنسا ما يمكن أن تخفيه لأن "اللعب" أصبح مكشوفا.
وأضاف العربي الشريف بأننا اليوم أمام تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي يسعى لاستهداف بعض الدول الواقفة أهمها الجزائر وتقسيم الدول العربية إلى دويلات، حيث تم استهداف سوريا وليبيا.
وعن سؤال حول إمكانية إدانة مجلس الأمن لفرنسا بعد أن ثبت بالدليل تورطها في تمويل الجماعات الإرهابية بأموال الفدية، علما أنه سبق وأن تبنى مقترح الجزائر القاضي بتجريمها، أوضح محدثنا أن باريس لا يهمها ذلك البتة من منطلق أن الغاية تبرر الوسيلة، فضلا عن أنها عضو دائم بمجلس الأمن ولا أحد يستطيع تمرير المشروع وهو ما يؤكد اتباعه لسياسة الكيل بمكيالين لأن القرارات والإدانات لا تقع سوى على الضعفاء.
وأوضح العربي شريف أن الإرهاب يبقى وسيلة لخدمة أجندات الدول الاستعمارية التي توظف في هذا الصدد استخباراتها لتنفيذ مخططها التخريبي. وأعطى في هذا الصدد مثالا عن الإرهابي مختار بلمختار الذي كان ينشط في التهريب وسرقة السيارات وبيعها لشراء السلاح.
وأضاف أن بلمختار المدعو "بلعور"، كان ينشط بجبال تغرغر على مستوى الحدود مع مالي وكان يشتغل تحت جناحه 60 عنصرا، وكانت توكل له مهمة اختطاف رعايا أوروبيين، في حين كانت فرنسا تغدق عليه الأموال بسخاء حيث تمكن من جمع 31 مليون أورو، ما مكنه من التوسع في مالي والتقرب من القبائل وتجنيد المزيد من المقاتلين الذين وصل عددهم إلى نحو ألف إرهابي.
وأشار العسكري المتقاعد إلى أن بلمختار أشرف على تمويل وتسليح وتدريب عناصر التنظيم الإرهابي "بوكوحرام"، الذي فتح الباب واسعا للتدخل الأمريكي في المنطقة، كما أنه اشترى كميات كبيرة من الأسلحة من ليبيا بعد سقوط نظام القذافي.
وأضاف العربي شريف أن هذا الإرهابي هو من نفذ الهجوم على تيقنتورين، إلى جانب عمليات إرهابية أخرى في مالي ثم ليبيا، ليعطي بذلك ذريعة لفرنسا للتدخل في منطقة الساحل، قبل أن تتم تصفيته في ليبيا من قبل فرنسا وأمريكا في 14 نوفمبر 2016، خوفا من إلقاء القبض عليه من طرف الجيش الجزائري ومن ثم كشف المخطط.
وكان الخبير الدولي في التهديدات بمنطقة الساحل وتدفقات الهجرة، حسان قاسيمي قد أكد في حوار مع "المساء" أن دفع الفدية مقابل الإفراج عن الرهائن، يعد شكلا من أشكال تمويل الإرهاب في منطقة الساحل، ويمثل انتهاكا صارخا للاتفاقيات الدولية.
وقال قاسيمي بخصوص صفقة تحرير الرهائن التي أبرمتها فرنسا مطلع شهر أكتوبر الماضي في مالي أنها "ليست المرة الأولى التي تقدم فيها باريس على مثل هذا التصرف، حيث سبق لها، وأن دفعت نحو 60 مليون أورو للإفراج عن رهائنها".
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)