الجزائر

هزُلت... !



هزُلت... !
السلطة التي تضرب بالهراوات المحتجين من أطباء وأساتذة وشباب بطال، هي نفسها السلطة التي “تدلل" برلمان الحفافات بزيادة أجورهم شاكرة إياهم على “تسخينهم" كراسي المجلس الموقر الذي أصبح مسرحا للتكتلات والصراعات الشخصية وصنع النميمة، و"معركة الصنودري" الأخيرة التي كان بطلها النائب جميعي أحسن دليل على ذلك.
بربكم قولوا لي كيف لا يقوم شباب الجنوب برمي المازوت على أجسادهم وإشعال النيران فيها وهم يرون ميزان السلطة الذي يكيل بمكيالين، تصب الماء في البحر وتمنعه عن العطشان.
ثم لو كانت عند هؤلاء “النوام" ذرة من الكرامة أو إحساس بهذا الشعب لرفضوا أن يأخذوا فلسا زائدا لأن أغلبهم جاء من الدواوير والقرى التي ما تزال لا تعرف لا “القودرون" ولا المدرسة ولا حتى الكهرباء، أم ترى بريق العاصمة أنساهم أن ولاياتهم لم تنعم بعد بغلة الاستقلال؟
السلطة مشكورة تفكر في النواب الذين لم نر لهم منذ عام أي نشاط حقيقي يذكر سوى بعض الأيادي االمرفوعة لمن حضروا الجلسات باعتبار أن أغلبهم يغيبون بسبب “شغالاتهم" الخاصة وبعض النشاطات الفيسبوكية لمن استطاع فك طلاسم الأنترنيت متسابقين على وضع صورهم المضحكة بالبورطابل مرة ومع الوزراء مرات وغيرها من الحركات التي تُظهرهم على شكل مراهقين لا أكثر، فمثلا هناك نائب تصوّر في مكتبه وهو يتحدث بالهاتف النقال والثابت في نفس الوقت وكتب تحت الصورة “راني نفري شغالات المواطن" !
هل يمكن لعاقل أن يصدق كلامه؟ ثم من يفري شغالات المواطن عليه أن يتواصل معه على أرض الواقع لا أن يجلس بكرشه الكبيرة في مكتبه الفخم مستعملا وسائل الدولة لأغراضه الشخصية ومع ذلك يكذب على الملأ و “يحصل" فالمواطن.
هزُلت...هذا هو المصطلح الوحيد الذي يمكن أن نعبر به عن حالة الضياع التي وصلنا إليها ولا ندري كيف سيكون المخرج !


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)