هرّبوا آلاف الطرود من الصين والإمارات العربية المتحدة

يستمع قاضي تحقيق الغرفة الثانية لمحكمة الحراش لـ 19 متهما، من بينهم مفتش رئيسي بالجمارك، أعوان جمارك من بينهم 3 نساء، وموظفين بشركات البريد السريع ''أو.بي.اس''، ''فيداكس'' و''دي.آشال''، وعاملين بمطار هواري بومدين، قاموا بتهريب طرود بريدية من الصين والإمارات العربية المتحدة تحمل لواحق الإعلام الآلي والهواتف النقالة وهي عمليات استفاد منها تجار ''الكابة''.
 يواجه جميع الموقوفين الموجودين رهن الحبس المؤقت بالمؤسسة العقابية للحراش تهمة تكوين جمعية أشرار، الرشوة، التهريب ومخالفة التشريع الجمركي وإساءة استغلال الوظيفة والتخفيض غير القانوني في الضريبة والرسم.
وحسب مصدر على صلة بملف القضية، فإن نشاط الشبكة بدأ منذ سنة 2006 إلى غاية 17 أفريل ,2010 فترة استطاع من خلالها المتهمين إدخال عدد كبير من الطرود البريدية التي تحمل لواحق الهواتف النقالة والإعلام الآلي، وكانت تمر عبر جهاز السكانير بمطار هواري بومدين بتواطؤ موظفين بالجمارك، وعلى رأسهم المفتش الرئيسي للجمارك ''ع.خ'' باعتباره المسؤول على خروج الطرود البريدية من مستودع المطار، حيث كشف حسب ما جاء في ملف القضية تسجيل لكاميرا فيديو بتاريخ 6 ماي 2010 تورطه، عندما كان داخل مخزن شركة نقل الطرود البريدية ''أو.بي.أس'' رفقة  موظف بها يدعى ''س.هـ'' وجمركي، وقاموا بشحن مجموعة من الطرود داخل المخزن الموضوع تحت رقابة الجمارك رغم أنه ممنوع على أعضاء الجمارك التنقل إليه ليلا. وقالت مصادرنا أن عدد الطرد يمكن أن يصل للآلاف باعتبار الفترة الطويلة التي تم فيها إخراج الطرود دون حسيب ولا رقيب.
ويعد موظف شركة نقل البريد السريع'' أو.بي.أس''، من بين أهم العناصر البارزة في هذه القضية، حيث بدأ حسب ما جاء في محاضر الضبطية القضائية نشاط تهريب مختلف لواحق أجهزة الإعلام الآلي والهواتف النقالة سنة 2006 وكان يستقبل الطرود التي كانت ترسل من تجار بالصين والإمارات العربية المتحدة على أساس أنها طرود عادية وغير تجارية، أي لا تخضع للضريبة والرسوم الجمركية. ويقوم المعني بتواطؤ موظفين بالجمارك بتمريرها عبر جهاز السكانير عند نقطة المراقبة بمطار هواري بومدين، ويتولى مهمة إخراجها من المستودع الخاص بالجمارك بالمطار لإيصالها إلى تجار''الكابة'' ويتقاضى مقابل ذلك مبالغ مالية.
أما الموظف بشركة البريد السريع ''فيداكس''، ''ب.ع''، فصرح أن الجمركي ''ط.ع'' كان قد قال له أنه عندما كان بمطار سطيف، اتصل به ''س.ع'' من دبي وأخبره أنه أرسل أربعة طرود بريدية بها لواحق أجهزة إعلام آلي لفائدة الجمركي''ت.ز'' وطلب منه الاتصال بأخيه ''س.س'' من أجل استلامها منه، في انتظار ما سيكشف عنه التحقيق، خاصة بعد تصريحات أحد المتهمين الذي ورط مدير إحدى الشركات الثلاث في أنه يفرض إتاوات على أصحاب الطرود البريدية المهربة.