الجزائر

هذا ما يجب اتباعه للإقلاع بالسياحة في الجزائر!



-المديرون المحليون سبب تأخر النشاط السياحي الجزائري-قطاع السياحة في الجزائر يعاني نقصا في التأطير البيداغوجي
-على السفراء والقنصليات الجزائرية عبر العالم الترويج للتنوع السياحي الوطني
حاورته: نصيرة سيد علي
تتطرق الدكتور نذير خلف الله، المدير العام للمدرسة العليا للسياحة، في حديث خص به “الحوار”، إلى عديد القضايا التي قوضت النشاط السياحي في الجزائر، وحالت دون تطوره، كما تحدث ضيف “الحوار” حول المدرسة العليا للسياحة والدور الذي تقوم به للنهوض بهذا القطاع، خاصة أن القائمين على الوزارة الوصية -يقول خلف الله- فتحت أبوبها لكل من يريد تقديم الإضافة للإقلاع بالفعل السياحي في الجزائر.

* بصفتك مديرا عاما للمدرسة العليا للسياحة.. هلّا قدمت لنا هذه المؤسسة، وما هي توجهاتها في مجال التكوين؟
هي مؤسسة عمومية، تابعة لوزارة السياحة والصناعات التقليدية، وتعمل تحت الوصاية البيداغوجية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ونبع نظام الألمدي، ويوجد بالمدرسة أربعة تخصصات، وهي تسيير الوكالات السياحية، تسيير السياحة المستدامة، وتخصص فندقة وإطعام، وتعزز هذا القطب البيداغوجي هذه السنة تخصص الماستير فرع تسيير المؤسسات السياحية، والمدرسة العليا للسياحة لا تحتمل العدد الكبير من الطلبة، بل هي تكتفي بعدد قليل، لا لشيء سوى من أجل ضمان الحد الأقصى من التكوين للطلبة المسجلين، ففي سنة الأولى والثانية والثالثة لا يجب أن يتعدى عدد الطلبة 65 طالبا، نفس الشيء بالنسبة للماستر، وذلك حتى نتمكن من توفير تكوين راق ونوعية قيمة، وفيما يخص شروط الالتحاق بها: شهادة بكالوريا جديدة، وبمعدل يحدده منشور وزاري سنوي، وتقبل جميع التخصصات ما عدا شعبة الأدب والفلسفة، واللغات، لأن طبيعة التكوين هي يكوين مسيرين، لأن الدراسة ترتكز على الجانب العلمي والرياضي، من إحصاءات وغيرها، وقد استقبلت المدرسة خلال فترة التسجيلات ما يزيد عن 1300 طالب.

* هل المدرسة تكتفي فقط بتقديم الدروس النظرية؟
طبعا لا، فالمدرسة تقدم للطالب تكوينا كاملا وشاملا، لأن التكوين النظري غير مجدي إن لم يكن متبوعا بالتكوين البيداغوجي، من خلال تنظيم خرجات ميدانية ورحلات للطلبة عبر مختلف المدن السياحية، وقلاعنا الحضارية والفضاءات السياحية التي تزخر بها الجزائر، حتى نضمن للطالب كافة السبل للتوغل في هذا المجال، بالنسبة للخرجات الميدانية، فالمدرسة العليا للسياحة تضمن للطالب رحالات بيداغوجية حتى تضعه يعيش الحياة العملية، وتم إمضاء مؤخرا اتفاقية مع مجمع فندقة وسياحة مؤسسات مجمع فندقة وحمامات المعدنية، “htt” يتكفل بتسيير الفنادق عبر الوطن، خاصة أن الجزائر فتحت عدة ورشات لإنجاز الفنادق ومركبات سياحية، وهذه الإنجازات كلها تتطلب إطارات للتسيير، ولدي إحصاءات تؤكد أن 90 بالمائة من الطلبة الذين يزاولون دراستهم بالمدرسة العليا للسياحة يحصلون على عوض عمل قبل استكمال دراستهم، من وجهات وهيئات سياحية عبر ربوع الوطن، من مجمعات سياحية وحمامات وفضاءات أخرى ذات الصلة، عمومية كانت أو خاصة، وهذه هي فلسفة نظام “أل أم دي” تكوين نظري وتطبيقي.

* ماذا تضمن المدرسة للطالب، بعد التخرج؟
ليست المدرسة من يقدم الضمان، بل التخصص في مجال كثير الطلب هو الذي يفرض نفسه في الواقع الميداني، فقطاع السياحة الذي كثر حوله الحديث في السنوات الأخيرة، والذي تعتبره الدولة الجزائرية كبديل اقتصادي في الجزائر، واعتبرته كرافد مهم لجلب الثروة وإنعاش الخزينة العمومية بدل الاعتماد على الريع البترولي، من المؤكد أن سوق العمالة سوف تفتح للمتخصصين في مجال السياحة مجالا واسعا، شخصيا سبق أن شغلت منصب نائب مدير الجامعة مكلف بالبيداغوجيا، ولاحظت أن فعلا كان فيه فوارق كبيرة أو فجوة بين الجامعة والواقع الميداني، لكن في مجال السياحة أؤكد أنه يمكن القول إن صفر بطالة، لأن كل طالب بمجرد استكمال سنواته الدراسية يتوجه مباشرة إلى عالم الشغل دون قيد أو إشكال، لأن الفعل السياحي في الجزائر يسير في خطى ثابتة، وعليه فالطالب الذي يختار هذا التخصص لا يعاني من بعبع البطالة، كما نضمن نوعية التكوين بحكم العدد القليل من الطلبة المسجلين في المدرسة.

* ما هي معوقات التكوين في هذا المجال؟
للأسف، أول عقبة تواجه قطاع التكوين في ميدان الساحة هو نقص المؤطرين، إذ لا يوجد العدد الكافي من الأساتذة المكونين في ميدان السياحة، لأن ليس بإمكان أي أساتذة يقديم الدروس في السياحة، وخلال السنة الدراسية 2018-2019، قامت المدرسة بفتح تخصص ماستر فرع تسيير المؤسسات السياحية، وطرح بذلك مشكلة توفير المكونين.

* الجزائر سجلت نقصا كبيرا فيما يخص المؤسسات ومدارس التكوين في هذا الإطار؟
عدم وجود مدارس كبيرة ومؤسسات ضخمة تتخصص في تكوين الطلبة مرتبط بالدرجة الأولى بنقص الأساتذة الذين تلبون الطلب في هذا الجانب، فتطوير السياحة مرهون بالعدد الكافي من المؤسسات ومدارس التكوين في القطاع، وهذا الأخير مرتبط بصورة فعلية بوجود أساتذة مكونين في النشاط السياحي ولهم دراية كافية بهذا القطاع حتى نضمن للطالب في المجال تكوينا نوعيا.

* المواقع السياحية في الجزائر تفتقر إلى مرشدين في المجال، مما جعل حراس هذه المواقع يجتهدون في التوغل في ثنايا التاريخ لإسداء المعلومة التاريخية للزوار.. ما تفسيرك؟
على المدرسة العليا أتحدث، إنه ومن ضمن المقاييس الدراسية التي يدرسها الطالب طوال السنوات الدراسية، هناك مقياس خاص بتكوين المرشدين السياحيين، لمرافقة الزوار أثناء تصفحهم للمواقع السياحية، خاصة تلك المتعلقة بالمدن والحظائر الثقافية من قلاع وحصون وقصور وصخور وكل ما هو متعلق بالقطاع الثقافي، لكن المشكل المطوح هنا هو عدم وجود هيئات أخرى في هذا الجانب، وعزوف القائمين على رأس مديريات السياحة المحليين عبر الولايات، خاصة تلك التي تتوفر على مواقع أثرية مهمة، عن استقطاب الشباب المكون حتى يتم توزيعهم عبر تلك المواقع ويعملون كمرشدين سياحيين محترفين، الذين لديهم الكم المعرفي اللازم للقيام بهذه المهمة، وبالتالي تعطي دفعا لهذا القطاع من جهة، ونضمن مناصب الشغل للشباب من جهة أخرى، ونضمن الجودة التاريخية المقدمة للمتلقي، وعليه فعلى المؤسسات الفاعلة في السياحة على مستوى الولايات مدعوة إلى تحضير أرضية للنهوض بالقطاع السياحي وتوفير مناصب العمل للشباب المكون في المجال، بعد إعادة رسكلتهم وهيكلتهم وتوجيههم، فالإطارات موجودة، وما ينقصنا هو المنتهجية والتنسيق، مع وجود نية صادقة في نفسية كل مسؤول على قطاع السياحة عبر الوطن، لأن الإرادة السياسية موجودة، ووزير القطاع يؤكد في كل مناسبة أن باب مكتبه مفتوح في وجه كل من يريد إضافة لتطعيم ويزيد قطاع السياحة بكل ما هو جديد ويخدمه.

* بالنسبة لمواضيع المذكرات التي يقوم بتحضيرها الطلبة نهاية التكوين، لاحظنا أن أغلبها ركزت على المواقع الأثرية.. ما تعليقك؟
أبدا، كل المذكرات التي تمت مناقشتها في مدرستنا اتسمت بالتنوع من حيث المواضيع، وتمس الجوانب المهمة في هذا القطاع، كما تقع على عبء السفراء والقنصليات الجزائرية المعتمدة عبر العالم أن تقوم بعملية ترويج للسياحة الجزائرية.

* كثر الحديث في السنوات الأخيرة حول كيفية الإقلاع بالقطاع السياحي.. في رأيك ما هي الزوايا التي تراها مناسبة للنهوض بالقطاع؟
الإمكانات موجودة، الإرادة السياسية متوفرة، مئات الطلبة لديهم تكوين عال في مجال السياحة، أي أن الأرضية مهيأة والظروف مواتية، والمناخ خصب، إلا أن ذلك غير كاف ما لم توجد نية مقصودة تقوم بعملية تنسيق بين ما تم ذكره لإحداث سيمفونية تعزف لحن السياحة الوطنية، أعود وأقول إن العطب الموجود في جسم هذا القطاع مرجعه إلى مديري السياحة، وأتوجه إلى هؤلاء المسؤولين وأقول.. هل قدموا مشروعا إلى وزير القطاع ورفض؟، هل فتحوا قنوات التواصل مع الوكالات السياحية التي تنشط عبر ولايتهم، هل قدموا إضافة ما، شخصيا وجدت كل التسهيلات عند وزير القطاع والأمين العام لذات الهيئة، منحا لي كل الصلاحيات لتطوير المدرسة


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)