الجزائر

نيو بوك كريم يونس يكتب ”من نوميديا في الجزائر: أحجام و تصدعات”



  صدر، مؤخرا، عن دار القصبة، كتاب جديد للكاتب والسياسي كريم يونس، توجه فيه إلى شرائح مختلفة من القراء وغاص في المعالم الأولى للدولة الجزائرية، مرورا بمختلف الحقب وصولا الى الوقت الراهن. أراد الكاتب من خلال رحلته التاريخية إظهار أن تاريخ الرجال يتكرر دون نهاية وإلى أجل غير مسمى، وأن الرجال إذا اجتمعوا بإمكانهم تشكيل أمما مثلما هو حال الشعب الجزائري . وجاء في المقدمة ”ذات يوم سألني طبيب لا أفهم لماذا بلدنا ليس له تاريخ، لا قديم ولا جديد مقارنة بالدول الأخرى.. وهل تجاوزنا كل هذه القرون دون تواجدنا ... لكننا لا نعرف سوى ثورة نوفمبر وأنها بدأت في الفاتح منه وانتهت يوم 5 جويلية سنة 1965 بعد 132 سنة من الاستعباد”. وحتى لا يعتقد شبان اليوم أن شعب الجزائر بلا شخصية وبلا رصيد تاريخي، يجب إظهار لهم حقيقة ما عاشه آباؤنا وأجدادنا، الذين كتبوا تاريخنا القديم والحديث، كما قال الكاتب ”إننا ننتج جيلا بلا ذاكرة غارق في الخطابات الرسمية التي لا تتجاوز مدتها لحظة النطق بها”. وتناول الكاتب عبر صفحات مؤلفه البالغة 564 صفحة  العديد من التواريخ، الأسماء، الأماكن والأحداث التي لاتزال تصنع أخبار الجزائر الحديثة، وهي دعوة للقارئ للغوص بطريقة فلسفية وأنيقة في تاريخ بلده، وأن الشرف والحرية هما ما جعلا جزائر اليوم ضعيفة ووضع مصيرها في خطر، كما طرح الكاتب العديد من القضايا التي تتعلق بالهوية، الاستقلال، الماضي، النظام السياسي ومسألة السلطة. ليبقى للقارئ وجهة نظره الخاصة اتجاه ما كتب وسيكتب أوكما قال صاحب المؤلف ”أن تكون جزائريا هو أن تطالب بماسينيسا، يوغرطا، الزيري، بولوغين، ابن تاشفين، الأمير عبد القادر، بن بولعيد، عميروش وآخرين”، وأن تكون جزائريا أيضا هو أن تتعلم عدم نسيان أولئك الذين باعوا أطفالنا في سوق الرقيق أمثال، فرناند داراغون، إيزابيل دوكاستيل، شارل كانت، سانت أرنود، بيجار وآخرون. وقد تطرق في كتابه إلى بعض المحطات الفاصلة في تاريخ  الجزائر الحديث منها: نوفمبر 1954، جويلية 1965، أفريل 1980، أكتوبر 1988، جويلية 2001. وتضمن الكتاب في قسمه الأخير بعض الشهادات لفاعلين مباشرين وغير مباشرين في بعض الأحداث منهم: بوعلام بن حمودة، لمين بشيشي وأحمد بن بيتور. كما حاول المؤلف الإجابة على بعض الأسئلة التي تخوض في تطور البلد، التنظيم السياسي، وبعض القرارات الفاصلة في تاريخ الجزائر. والكتاب خدم مختلف المراحل التي مرت بها الجزائر، من مرحلة التواجد الروماني مرورا بقرطاج والحضارات التي تعاقبت عليها منا الرومانية، الوندالية والبيزنطية ثم الجزائر المسلمة، إلى جانب مرحلة دخول الإسبان إلى المغرب والجزائر بين 1518 و 1830 وركز في حديثه عن الهوية الوطنية على الانتماء الإسلامي مسلطا الضوء على المؤتمر الإسلامي لسنة 1936، وصولا إلى تاريخ الجزائر الحديث، مبرزا معالم الحياة السياسية في دولة الجزائر الحديثة، وغيرها من النقاط التي ترك فيها للقارئ فرصة اكتشافها وتتبع تفاصيلها، حسبما قدمه كريم يونس في كتابه.  الطاوس.ب  


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)