الجزائر

نيو بوك مولود عاشور يكتب "العودة إلى الصمت"


صدرت مؤخرا عن دار القصبة رواية جديدة للكاتب مولود عاشور ضمّت مجموعة من القصص القصيرة، عاد من خلالها الكاتب إلى واقع العشرية السوداء ولخص كل ما يعبّر عن الصمت في سكونه الظاهر وباطنه المليء بالأحداث.  العودة الى الصمت هي عودة إلى ما قاسته الجزائر خلال فترة سجلت في تاريخ الجزائر كنقطة سوداء لم تُمح من ذاكرة الصغير قبل الكبير ببعض تفاصيلها القاسية وبكل انعكاساتها على المجتمع الجزائري، كما تحتفظ بها كل زاوية من زوايا الجزائر وهو ما وصفه الكاتب بتعبير آخر "كل طرق العاصمة لا تزال تحمل وصمة العار الأليمة لكارثة حدثت في بلد كان يبدو أنه أقوى لتجنب كل الجراح".  المجموعة تتألف من عشرة عناوين تناولت عديد المواضيع منها "إذا لو عاد أبي"، "أعرف كيف أجعل الكريستال يغني"، "نظرة راشد"، "الربيع الأخير"، "أبدا في الضوء"، "غروب الشمس "وغيرها. ومهما اختلفت العناوين فهي تشترك بطريقة أو بأخرى في طرح واحد يناسب كل الأزمنة والأمكنة ويفتح المجال لكل القراء لإسقاطات عدة قد تتماشى مع الأوضاع التي تعيشها الجزائر في الوقت الراهن.  غاص الكاتب في بعض الأحداث التي وقعت في الماضي وذكرى هذه المأساة التي أسالت الكثير من الدماء وهو ما عبّر عنه صاحب المؤلف في الصفحة 101 بـ "ذكرى المأساة الأخيرة والجديدة لدم لأريق وكأن كل شخص مطالب بدفع ثمن لبناء غد آخر".  الملاحظ وأنت تقرأ الكتاب أن عنوان "العودة الى الصمت" يلفه الكثير من الغموض وقد يطرح القارئ الكثير من الأسئلة في مقدمتها ماذا يقصد مولود عاشور بالعودة الى الصمت؟ إذْ ترك المؤلِف بذلك للقارئ حرية تفسير كلمة الصمت بكل ما يحمله هذه المصطلح من معان، فقد يعبّر الصمت عن السكوت والسكون كما قد يُعنى به الموت، أو ربما هي إشارة الى إسكات حريات التعبير ودعوة الى الشراكة في التفكير، وهو أيضا ترجمة الصراع مع الذات ورغبة في تحقيق مجتمع جديد مبني على الوعي، وقد يخوض في أشياء أخرى لكنه في حقيقة الأمر صمت أنطقته الكلمات وأخرجته رواية معمري عن المألوف، كيف لا وهو الذي كتب عن اللغة وإشكالية الكتابة بالفرنسية على اعتبار أنها "غنيمة حرب" فلا شيء غير اللغة يخرج الصمت عن صمته والأدهى من ذلك تجعل الصمت يتحدث عديد اللغات. ط.ب
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)