نيو بوك الدكتور والباحث محمد الطمّار يقدم دراسة تاريخية حول مدينة تلمسان

صدر، مؤخرا، عن “ديوان المطبوعات الجامعية”، وضمن سلسلة الدراسات الكبرى إصدار جديد للدكتور والباحث محمد الطمار حول تاريخ منطقة تلمسان، تناول فيه الباحث الدور الذي لعبته هذه المدينة في تاريخ الجزائر وما ترتب عن هذا التاريخ من ازدهار وانكماش في كل ميادين الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية العمرانية والاقتصادية.ويؤكد الباحث في كتابه الموسوم بـ “تلمسان عبر العصور دورها في سياسة وحضارة الجزائر”، وعبر صفحاته الـ300 صفحة، في دراسة شاملة والمعمقة أنّ النواة العمرانية الأولى لهذه المدينة وجد قبل بداية التقويم المسيحي بقرون، حيث عرفت في عهد الرومان الذين بسطوا نفوذهم على هذه البلاد منذ القرن الثاني قبل الميلاد وحتى سنة 324 منه باسم “موباريا”.  وحسب ما جاء في مقدمة هذا الكتاب، فإنّ النمو العمراني لهذه المدينة، كان قد نما وازدهر في العهد المرابطي وصارت مكونة من قسمين متمايزين هما “اكادير”، في الشمال الشرقي التي تشمل حاليا مركز المدينة حول الجامع الكبير منطقة “باب القرمادين”، في الشمال الغربي، ما يجعل المتجول فيها يلاحظ أنّ هذه المدينة أو بعض أحيائها عرفت بأسماء متعددة في ذلك العهد وما قبله ولكن -يقول الدكتور محمد الطمار - بأنه لا يرى فائدة في البحث الطويل حول اشتقاق بعض هذه الأسماء، موضحا بأن كل التفسيرات اللغوية التي أعطيت للفظ تلمسان ليست إلا محض تخمين على الرغم من أنه لا يخلو من الدلالات المعجمية التي تتصل بالتطور الدلالي التاريخي للغة الأمازيغية في المنطقة. ويضيف أنه يمكن القول بأنّ “اكادير”، أصلها أغادير بمعنى المرعى الذي يوجد به غدير، وهذه الكلمة متقاطعة دلاليا مع اللغة العربية نظرا للتقارب الاشتقاقي في الأصل بين السامية والحامية أما “تكرارت”، التي تعني المعسكر في اللغة البربرية. ويؤكد الباحث أنّ تلمسان بلغت أوج ازدهارها في العهد الزياني على الرغم من الاضطرابات السياسية الخطيرة التي عاشتها والتي كان أكثر أسبابها المطامع التوسعية للدول الثلاث التي ظهرت على أنقاض دولة الموحدين. للتذكير، فقد استعان الباحث في مؤلفه هذا على العديد من البيانات الخاصة بالمنطقة بالإضافة إلى خرائط وذلك بهدف تدعيم الاستنتاجات التي قدمها في بحثه هذا حول مدينة تلمسان التي ستكون بداية السنة القادمة عاصمة للثقافة الإسلامية.    حياة.س