«نناضل باستمرار من أجل رد الاعتبار لعائلات شهداء الثورة»

عندما دبت الخلافات في منظمات أبناء الشهداء على حساب الدفاع عن مصالح أبناء فئة من المناضلين، الذين ضحوا بالفعل بالنفس والنفيس لاسترجاع السيادة الوطنية، لم تجد السيدة شويطر زهرة، ابنة الشهيد محمد شويطر، بديلا آخر سوى إنشاء منظمة أخرى للدفاع عن حقوق فئة أبناء الشهداء الذين ترعرعوا وكبروا في ظروف أقل ما يقال عنها إنها كانت قاسية.السيدة شويطر التي أخذت على عاتقها مهمة إنشاء جمعية «ذوي حقوق الشهيد» بمعية مجموعة من أبناء الشهداء في سنة 1999 وترأسها إلى اليوم، كانت تهدف من وراء ذلك إلى تحقيق جملة من الأهداف، أبرزها لفت الانتباه إلى أن هذه الفئة لاتزال تعيش الهوان، رغم مرور عقود من الزمن وأن حقوقها لاتزال مهضومة، وبالتالي الدفاع عن حقوق عائلة الشهيد بالإمكانات المتوفرة، وبدون إحداث أية ضجة مثلما تفعله عديد الجمعيات والمنظمات.النشاطات التي تقوم بها الجمعية ليست موجهة لفئة عائلة الشهداء فحسب، وإنما لفائدة الأسرة الثورية وفي بعض الأحيان في اتجاه بعض الفئات المحتاجة من عامة الشعب. ورفعا لأيّ لبس حول مسألة تمويل الجمعية، تقول السيدة شويطر إن هذه الأخيرة لم تتحصل في يوم ما على أي تمويل من أية جهة كانت، وإنما تتم عملية تقديم المساعدات بالتعاون مع بعض المؤسسات والهيئات والحكومة، حيث أن الفرصة متاحة للجميع من أجل المساهمة في إسعاد أرامل الشهداء على سبيل المثال، كأن يتم إرسالهم إلى البقاع المقدسة لأداء إما فريضة الحج أو مناسك العمرة. المهام العديدة التي تضطلع بها الجمعية والأعمال الخيرية التي تقوم بها لم يكن لها أن تنجز لو لم يقدم لها كل التسهيلات والمساعدات التي قد تمنح بصفة دورية من طرف الحكومة والسلطات العمومية على وجه التحديد، مثلما تؤكد السيدة شويطر، التي تضيف بأن مثل هذه المساعدات وغيرها سمحت بتوسيع نشاط الجمعية لتتعدى حدود الوطن إلى العديد من دول العالم، على غرار كوبا وكندا وإيطاليا، حيث تم في هافانا على سبيل المثال، التي دعينا إليها للمشاركة في الاحتفال بعيد استقلالها، تكريم ابنة الزعيم شيغيفارا، كما تم تنظيم ندوات في موريال وميلانو وحضرنا في إيطاليا احتفائية خمسينية الاستقلال الوطني وتم بالمناسبة تكريم عديد الشخصيات الأجنبية التي وقفت إلى جانب الجزائر خلال مناهضتها الاستعمار الفرنسي في ثورة التحرير المباركة.وعن النشاطات المبرمجة لهذه السنة وبالإضافة إلى المتابعة المستمرة لعملية التكفل بحقوق أبناء الشهداء بالدرجة الأولى، من المقرر أن يتنقل وفد ممثل عن الجمعية إلى إيطاليا لحضور اختتام الاحتفالات المخلدة لخمسينية الاستقلال والتي تصادف ذكرى يوم الشهيد، وتكريم مجموعة أخرى من أصدقاء الثورة الجزائرية، من جنسيات مختلفة، عرفانا منها بمواقفهم الشجاعة المناهضة للاحتلال الفرنسي والمساندة لاستقلال الجزائر.تريد جمعية ذوي الحقوق لأبناء الشهداء، أن تعمل بما أتيح لها من إمكانات لتلبية متطلبات فئة تعتقد أنها لاتزال مهمشة ولم تنل حقوقها كاملة رغم مرور 52 سنة عن استرجاع السيادة الوطنية، يتعلق الأمر بأبناء الشهداء، وتعول على قانون الشهيد الذي لم يصدر بعد ولم تتمكن من الدفع به نحو الأمام لأسباب تقول عنها السيدة شويطر إنه خارج عن نطاقهم، تعول عليه لكي يأخذ بعين الاعتبار كل المشاكل التي لاتزال مطروحة من حيث التكفل بعائلات الشهداء الأبرار.