الجزائر

نم يا شعبان الطيب



نم يا شعبان الطيب
شاءت الأقدار أن يلتقي، هذه المرة، صحفيو ولايات الشرق، وأعضاء رئاسة التحرير، والطاقم المسيّر لجريدة ''الخبر'' في مقبرة زواغي بقسنطينة، لتوديع رئيس المكتب الجهوي، شعبان زروق، إلى مثواه الأخير.. ودّعوه الوداع الأخير، وهم الذين تعوّدوا أن يجتمعوا مع بعضهم البعض في أحد الفنادق للحديث عن هموم العمل وحال الجريدة في الجهة الشرقية، والاستماع لانشغالات صحفييها.
هذه المرة، لم توجه لهم الدعوة من طرف الأستاذ شعبان مثل المرات السابقة، وحضر الجميع في جو ممطر، وغاب الأستاذ شعبان الذي أراد أن يرتاح من إعداد الصفحة وكتابة عمود ''مجرد رأي''.
عندما أبلغني الزملاء في المكتب الجهوي بقسنطينة منذ أزيد من شهر، بأن الفقيد يريد أن ينهي مسيرته العملية ويتوجه إلى التقاعد في نهاية العام الحالي، حيث استفاد من مخلّفات عطلته السنوية، وقرّر أن يعمل شهر ديسمبر فقط، اتصلت به هاتفيا، وأكد لي صحة ما سمعته، صارحني بأنه تعب من ضغط المسؤولية والعمل اليومي، ويريد أن يتقاعد، لكنني عقّبت عليه وقلت له ''كيفاش يا شيخ تخلينا وحدنا وقد تعودنا عليك، والفناك ونرتاح لطريقة معاملتك''. لكنه استدرك الأمر وقال إنه سيبقى في الجريدة ولكن بصفة متعاون، وسيستمر في الكتابة الصحفية. لكن القدر أراده أن يفارقنا وإلى الأبد، ليضاف إلى قائمة من غادرونا، عثمان سناجقي ومحي الدين عامر وشوقي مدني واحميدة غزالي، وآخرون رحلوا عن هذا العالم.
بفراقك يا أستاذ شعبان، نكون قد فقدنا فيك الرجل الصبور الذي لا يتأثر بهزات العمل الصحفي المتعب، فقدنا مسؤولا كان مثل واقي الصدمات (بارشوك)، يتلقى جميع انتقادات وطلبات الإخوان في التحرير المركزي، ويتصل بنا فردا فردا، وينقلها لنا بأخف الأضرار.
بفقدانك يا أخي شعبان، نكون قد خسرنا مسؤولا رصينا طيّبا، يرى الأمور عادية جدا. فمن نكلم بعد فراقك للاحتجاج على موضوع لم ينشر، وأنت الذي كنت تهوّن الأشياء وتخفف من شدة غضبنا؟ نم قرير العين يا شعبان الطيّب، فإن زملاءك لن ينسوك.. فرحمة الله عليك.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)