الجزائر

نقطة صدام : سعداء يا جزائر..



صنف تقرير بريطاني الشعب الجزائري على أنه أكثر شعوب إفريقيا سعادة، وذلك على أساس أننا بلد الماء والهواء والوجه الحسن. وبغض النظر عن فحوى المنظار الذي اعتمدته مجموعة التفكير البريطانية التي توصلت إلى نتيجة «ساخرة» بوأتنا رتبة متقدمة في مسابقة «السعادة» الإفريقية، إلا أن الثابت في الموضوع أن الحكومة التي كثيرا ما طعنّا في أرقام «سعادينها» المتعددة «الأوجع»، قد وجدت لها سندا خارجيا أثبت للكافرين بالنعمة أننا الشعب السعيد في البلد «التعيس» الناكر أهله معروف سلطة عانت «التعاسة» بسببنا، ورغم كل ما فعلت «فينا» لم نحمد لها أفضالها وفضلاتها التنموية..
بالمنطق الإنجليزي العقيم الذي اعتمد في تقييمه للسعادة على ثلاثة مؤشرات هي: معدل الحياة واحترام البيئة والإدراك الفردي للسعادة من طرف السكان، بذلك المنطق فإننا أمام مفارقة عجيبة فحواها إما أن مجموعة التفكير تتحدث عن جزائر «من ورانا واحنا مبنعرفش» على رأي الزعيم عادل إمام، أو أن هناك من غرر بالتقرير البريطاني بشكل متعمد، ليقوم بتزويره على طريقة الانتخابات عندنا، حيث ينتخب الشعب على «سين» فتكون النتيجة فوز المرشح «دزو أمعاهم»..
والمهم في «المرضوع» البريطاني، أن المؤشرات الثلاثة هي آخر المؤشرات المتوفرة عندنا، فمن حيث معدل الحياة فإن أمراض الضغط الدموي والسكر والسكتتات القلبية، قد سقفت عمر البلاد بين الثلاثين والأربعين عاما. أما احترام «البيئة»، فالأصح احترام «البيعة» السلطوية وغيرها، فإنه لا بيئة في الشعب ولا من الشعب السعيد، ليبقى مؤشر الإدراك الفردي للسعادة من طرف السكان، وفي هذه فإنه لا يوجد واحد من الشعب «العظيم» لا يدرك فرديا، أن السلطة «فرحانة» وسعيدة عن آخر «سعدان» فيها..


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)