الجزائر

نقص المرافق وغلاء أغلبها وراء انتشار الظاهرة الطرقات السريعة تتحول إلى ميادين لممارسة الرياضة



نقص المرافق وغلاء أغلبها وراء انتشار الظاهرة               الطرقات السريعة تتحول إلى ميادين لممارسة الرياضة
  اجتمعت العديد من الظروف، وعلى رأسها قلة المرافق الرياضية، لتدفع بشبابنا إلى ممارسة الرياضة على حواف الطرقات السريعة، غير آبهين بحجم الضرر الذي يلحقونه بصحتهم، لتتحول بذلك هذه التمارين الرياضية من متنفس للعقل والجسم إلى خطر على صحة الرياضي البدنية والنفسية.  شبان يركضون ويمارسون أنواعا مختلفة من الرياضة في جوانب الطرقات السريعة، في ظاهرة لا تحدث إلا في الجزائر.. أين يشتكي الجميع من قلة المرافق الرياضية وغلاء كلفة معظمها. فبالنسبة لهؤلاء أي مكان فسيح يتيح لهم الجري وتفريغ مكبوتات الأسبوع صالح لممارسة الرياضة، حتى إن كان ذلك المكان بمحاذاة الطرق السريعة أين تكثر الضوضاء ودخان المركبات، دون أن يدركوا أنهم يساهمون في تدهور صحتهم بهذا السلوك المحبذ الذي يمارَس بطريقة خاطئة تؤذيهم أكثر مما تنفعهم.  دخان السيارات يغذي رئتهم بدلا من الأكسجين المار عبر الطرق السريعة في الفترات المسائية، وفي أيام العطل الأسبوعية خاصة، يلاحظ الكم الهائل من الشبان في مختلف الأعمار وهم يمارسون رياضة الجري ظنا منهم أنهم يقومون بفعل صحي، متجاهلين بذلك حجم الضرر الذي يلحقونه بقصباتهم الهوائية، الأمر الذي أكده الدكتور شهاب، المتخصص في الأمراض التنفسية قائلا:”من المفرح أن ترى الناس يمارسون الرياضة بمختلف أنواعها، كونها تساعد في كسب صحة الجسم  وخلوه من الأمراض، فكثير من الأمراض ثبت أن علاجها الوحيد هو الرياضة، وقد أثبتت العديد من الدراسات العلمية والطبية ذلك”، مضيفا:”إن الرياضة في حد ذاتها سلوك حضاري وثقافة يجد ربها أن تسود في المجتمع الذي استسلم لضغوط الحياة اليومية ومشاكلها، إلا أن ممارسة الفرد لها بالمحاذاة من الطرق السريعة المليئة بغبار السيارات وضوضائها دون أن يدرك أنه يزيد الطين بلة، فالشيء الذي يحسب على هؤلاء الرياضيين أنهم لم يختاروا المكان المناسب”. نفس المتحدث يعتبر أن الجري على حافة الطريق السريع، كما هو ملاحظ اليوم، له أضرار كثيرة، فالرياضي الذي يستنشق الهواء الملوث بغاز ثاني أكسيد الكربون الذي تطرحه السيارات يؤثر سلبا على جهازه التنفسي. نقص المرافق وراء هروبهم إلى حواف الطرقات يعتبر نقص المرافق الرياضية وغلاء أغلبها وراء اختيار الشبان لحواف الطرق السريعة من أجل ممارسة رياضات عديدة، أولها الجري. وفي ذات الشأن عبر العديد من الشبان ممن تحدثنا إليهم عن سخطهم من نقص تلك المرافق التي تتيح ممارسة الرياضة بشكل دائم وسليم، ما يدفع الشبان إلى اللجوء لأي مكان فسيح ومفتوح، فالمهم لديهم هو ممارسة الرياضة مهما كان الثمن، لاسيما بالنسبة تلك الفئة التي تعاني من مشكل البدانة، فإذا تعلق الأمر بالأماكن المغلقة والمرافق المخصصة للرياضة، على قلتها، فهي تعرف غلاء باهظا في تكلفة الاشتراك بها، كما تسجل اكتظاظا من حيث عدد المشتركين، ما يجعل ممارسة الرياضة فيها حتى بالنسبة للمقتدرين ماديا أمر شاق وغير مريح.موسى، 29 سنة، مشترك بأحد النوادي الرياضية في حيه، يقول إن الجو الذي يمارسون فيه الرياضة غير مناسب إطلاقا، وبالرغم من سعر الاشتراك بالنادي المعتبر إلا أن العدد الكبير للمشتركين يخرج الأمر من جو الرياضة.     الغابات أفضل بديل..  يرى أغلب الأطباء النفسانيين أن الجري بمحاذاة الطريق السيار الذي يكثر فيه الزحام وضوضاء السيارات، لا يساعد الرياضي على التركيز في تفريغ شحناته السلبية التي عادة ما تزيد في مثل هذه الظروف، الأمر الذي تشاطرهم فيه العداءة الجزائرية بنيدة مراح، التي تعتبر أن الأماكن الخضراء تمنح الرياضي جوا لا مثيل له، رافضة تحجج الناس بنقص المرافق، لأنها تعتبر أن اللجوء لأماكن صحية كالغابات لا يكلف الكثير. فيما يشيد الكثير ممن التقينا بهم بالراحة التي تمنحها لهم الطبيعة أثناء ممارسة الرياضة، وبالرغم من قلتها في الجزائر، حتى أصبحنا نختزلها في الغابات. وفي نفس الموضوع يقول مراد، الذي يقصد باستمرار غابة باينام لممارسة رياضة الجري: “إن الجو الهادئ الذي تتميز به الغابة يمنحني الكثير من الراحة، ويجعلني أتخلص من مشاكل الأسبوع بأكمله”، معتبرا أن مكانا فسيحا ومريحا كالغابة، والذي يقصده مرة كل أسبوع، من شأنه التقليل من ضغط الحياة اليومية.  إيمان مقدم            


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)