الجزائر

نفتقر للصراع المسرحي والبناء الدرامي في عروضنا الجنوبية



" بالرغم من الشح الركحي الذي تعاني منه منطقة وادي سوف فيما يتعلق بغياب المسارح وقلة الورشات، ورغم أن منطقتنا لم تأخذ عملا واحدا مدعما من أية مؤسسة كانت، إلا أننا حاولنا توظيف التراث السّوفي العميق القديم في نصوصنا وعروضنا. فالمواطن الجنوبي لم يتعرف على المسرح من خلال المؤسسة أو العلبة الايطالية، بل هو الإفراز الذي ولدته الحاجة و الحياة الاجتماعية و الضرورة اليومية ..في الوادي لم نتعرف على المسرح من خلال دار ثقافة ، بل اكتشفناه في السوق، أما المسرح المؤسس فكان على يد فرقة " المرايا " سنتي 1985 و1986، ما يعني أن التجربة المسرحي في واد سوف تعود إلى ما يقارب 30 سنة، ناهيك عن المبادرات غير المتواصلة والمنقطعة، ومحاولات بعض الأفراد، خاصة في مدينة" قمار"، ففي عام 1986 اجتمع عدد من الشباب من خريجي الجامعات وأسسوا فرقة " المرايا " للفنون الدرامية بدار الشباب، وهي فرقة ذات شقين، الشق الأول معني بالمسرح و الثاني بالأغنية الملتزمة . ومن ملامح التراث السوفي في المسرح الجزائري نذكر" المنسج"، وهو المكان أو الركح الذي تصبّ فيه المرأة الجنوبية كل مكبوتاتها و همومها، وكل المظالم التي تقع عليها من طرف المجتمع أو الزوج، وهو ما حاولت شخصيا إبرازه في مسرحية " الموقف " وهي رقصة صحراوية يرقصها الرجال في الأعراس، وتبقى المشكلة الحقيقية في الجنوب أنه لا يوجد ذلك الصراع مع الآخر، بل نملك فقط ذلك البوح بيننا و بين ذاتنا، بحيث نقبل الظلم على أنفسنا لكننا لا نبوح به إلى الآخر، وهو ما اكتشفه المختصون في هذه أعمالنا التي تفتقر للصراع المسرحي والبناء الدرامي، من عقدة وحبكة وجزء وسيط كما يسميه أرسطو، لكن هذا لا يمنع من وجود بناء جمالي ،استطعنا أن نغرسه على مدار 30 سنة في الشخص الجنوبي، قبل أن نبني فيه صراعا داخليا، أو ذلك الحقد الدفين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)