الجزائر

نشرية "مانيير دو فوار" الفرنسية تروي ذاكرة حرب الجزائر



خصصت »مانيير دو فوار« النشرية التابعة لصحيفة »لوموند ديبلوماتيك« الفرنسية عددها 121 لنشر ملف خاص بالجزائر تطرقت من خلاله إلى المسار التاريخي، السياسي،الاقتصادي والاجتماعي للبلاد منذ اندلاع حرب التحرير الوطني إلى يومنا هذا، حيث تطرقت النشرية إلى القمع والجرائم التي ارتكبها المستعمر الفرنسي طيلة احتلاله للجزائر.»الجزائر 1954-2012 تاريخ وآمال« هو عنوان النشرية الفرنسية التي تطرقت بإسهاب إلى تاريخ الجزائر في هذه المرحلة، حيث تضمنت النشرية عدة فصول اشتملت على مجموعة من المقالات لشخصيات سياسية وطنية من بينها المؤرخ محمد حربي، الوزير الأول السابق سيد أحمد غزالي وسفير الجزائر في فرنسا سابقا محمد بجاوي والمختص في علم الاجتماع هواري عدي الذين قدموا إسهامهم حول مجازر 8 ماي 1945، تأميم البترول والنظام الاقتصادي الدولي الجديد وأحداث أكتوبر 1988، كما تم نشر إسهامات أخرى في هذا العدد الخاص حول السينما والتصنيع والقدرات الموجودة في بعث التعاون بين الجزائر والمغرب.
وتطرقت »مانيير دو فوار« بالتفصيل في هذا العدد الذي يقع في 100 صفحة إلى العصر الذهبي للاستقلال وذاكرة حرب الجزائر التي تثير جدلا كبيرا بين فرنسا والجزائر، حيث كتب آلان غراش منسق هذه النشرية في الافتتاحية أن الجزائر المدمرة انتزعت استقلالها بعد كفاح دام أكثر من سبع سنوات من 1954 إلى 1962 وهي فخورة بفوزها ومتأثرة بنزعة ثورية وأرادت تشييد نظام اشتراكي جديد والقضاء على التخلف ومباشرة إصلاح زراعي وتعميم التعليم.
وفي السنوات 1960 و1970، يقول محرر النشرية، أن الجزائر أصبحت عاصمة العالم الثالث واحتضنت الحركات التحررية التي تخوض الكفاح المسلح من إفريقيا الجنوبية إلى فلسطين، مضيفا أن استرجاع الجزائر لمواردها النفطية شكل خطوة أولى في الكفاح من أجل نظام دولي جديد تكون انطلاقته حركة عدم الانحياز التي تبحث بعد الاستقلال السياسي عن انتزاع الاستقلال الاقتصادي، يستطرد قائلا »إنه وقت التجند«.
وبخصوص ثورة الجزائر التحررية، أكد آلان غراش »أنه منذ زمن طويل تم إخفاء أحداث الجزائر في الذاكرة الفرنسية« معتبرا أن السلطات الفرنسية كانت تريد طي الصفحة وتجاهل تاريخ مرير يعود إلى استعمار لم تكن حصيلته إيجابية، مسجلا القمع الفظيع الذي تعرضت له سطيف في ماي 1945 في الوقت الذي كانت تحتفل فيه أوروبا بفوزها على النازية.
وأوضحت النشرية أنه بالرغم من دراية الرأي العام على الأقل منذ منتصف 1950 باستعمال التعذيب من قبل الجيش الفرنسي، إلا أن ذلك ظل من الطابوهات في فرنسا كما التزمت الكتب المدرسية الصمت حول المسألة، حيث اختتمت النشرية عددها بنشر على الصفحة الأخيرة »الإعلان حول حق التمرد في حرب الجزائر« المعروف ب »بيان ال121« الذي صدر في 6 ديسمبر 1960 متبوعا بالقائمة الأولى للموقعين الذين كانوا ينددون بالتعذيب الممارس ضد الجزائريين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)