الجزائر - A la une

نسمات صيفية بحر بلا سفينة



نسمات صيفية بحر بلا سفينة

يركب بحراً بلا سفينة، يلقي طوق نجاته عند بوابة الميناء ،يمد يده النحيلة ...يصافح الوداع يلوح للباكيين لحظة الوداع ،يعانق الصيادين ويغرق في تفاصيل الوداع . يغادر مدينة ، يتسلل كالليل فوق سطح السفينة ،ثابت كالشراع ، تهزه الموجه ...يصمد في وجه الريح .
يلمح مدينته الحزينة مثل جزيرة مهجورة تسكنها الخفافيش والتراب ، يسترجع أحلامه القديمة
يلقي إلى الماء صورته ...يستنطق البحر ...ما بال الصيف يغادر المدينة.
سعادة الاطفال و كلمات العشق الأسطوري للحوت ، يبتلعها موج البحر ،لم تعد تقوى على اقتراف النسيان. تضع قلبها بقربها على الطاولة وترجو الأحلام أن ترفع صلواتها الخافتة إلى أيّ سماء مفتوحة تطمئن للحظة تقبل أن تخزها شوكة الموت على أن يُقتَل قلبها بسكّين الغفلة.
يداعب أفكارها سحابُ الأعالي،فتتكسر تحت أقدامها أحجار الطريق وتجري دماؤها بمحاذاة الينابيع. لا تكفي شهقة المطر لتذيب الحمرة عن جذوع الأشجار ،عربتها تخبّ بطون الغيم،تأخذها الأحلام إلى جحورها لتذيقها طعم الثلج المقدس ولتُنسيها حنينها إلى مُلكها.
أقتربُ بحذر الأعمى من الرمال المتحركة للأزمنة بعد أن صارتُ تتوسل الصباحات لتكنسها أو لتدفعها نحو دوّامات الصيف وكانت تتبع حواس الفصول فتتساقط اجفانها كأوراق الخريف وتتعثر اقدامها بأهدابها قبل أن تصل إلى سبيل يحرّرها لا تتذكر متى وضعتَ رأسكَ على كتفيها آخر مرة وقالتَ أحبّكِ.
ربما في زمن لم يكن أيٌّ منهما بعد قد تعلّم أناقة العشق أو رسمَ القبلات في الهواء تستعيدُ الصور من صندوق الأحلام بحثاً عنك هل كانتَ هنا كأم كان ظلّك؟
كانت نائمة منذ الصباح الفائت وبقيَت نائمة شأنها شأن أزهاره عند حافة السرير.القمر يسير فوقهما ويهبهما ظلّه فيخطو فوق مراياه ويخشوا أن تنكسر تحت أقدامهما فيجرح القلب.
يشيح وجهه عن الصباح هاوياً في صندوقه مدّعياً أنه ذهب إلى النوم وقبل أن يمكننها مجاراته بالأسئلة يخفض رأسه في بحيرته كغوّاص حانت ساعة افتراقه عن اليابسة .
تنتظر فيصعد البخار نحو السماء وتهتزّ أجراس بعيدة أطياف تجول بين طيّات الغيمات المتدثرة ببرنسها الموشّى باحمرار الأفق هي أيضا ترتقب أن يأتيها ولو صوتٌ تنتظر محتميةً بانقضاء النهار وسقوط العتمة فوق البحيرة تنتظر لأنها اعتدت أن تنتظر.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)