الجزائر

نداء إلى نواب الأمة !



نداء إلى نواب الأمة !
الشيخ: قسول جلول
أيها النواب لقدعرفتم أبعاد الأزمة وأنواعها وبالضرورة تعرفون أبعادها وحملتم الأمانة في وقت لاتنتظرون مكاسب المنصب بقدر ما تنتظرون تضحيات كبيرة بأموالكم وبأوقاتكم.وكونوا مخلصين ونزهاء لأن نزاهة النواب ضمانة لكرامتهم !!فكونوا كما هو الأمل فيكم نواب خير ودعاة إصلاح !!!
فالنائب أجير لخدمة الشعب فإن أخلص في رعايتها جزاه الله خير وان ضيع ضيع الأمانة ...
أنتم أصحاب رسالة في نصرتكم للحق ودفاعكم عن حقوق الإنسان والفضائل السلوكية والقيم الإنسانية ونقل انشغالات وهموم مواطنيكم .
ولا شك أن جزاء التفريط والتضييع يتضاعف بالنسبة لمن يسأل عن الناسجمعياً وذلك مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : إنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها مسلم )
. ما من راع يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاشٌ لرعيته إلا حرم
ا له عليه الجنة . مسلم لقد لعبت المسؤولية الدينية دوراً هاماً فى حياة الأمة الإسلامية وتركت أثراً ملموساً فى تاريخ الدولة الإسلامية فيها بزغ نجم عمر بن عبد العزيز في ظلمات الجور والأثرة
وأنتم مدعوون للقيام برسالتكم في المجتمع وهي رسالة الإصلاح والتربية والإرشاد والتوجيه والنهوض بالمجتمع ومقاومة السلوكيات الفاسدة والقيم المنحرفة والدفاع عن المظلومين والمستضعفين وتحرير المجتمع من قيم العبودية
فأنتم دعاة للحرية والعدالة والمساواة وإياكم أن تتحالفوا مع الظالمين ضد المظلومين وارفعوا رؤوسكم أمام الفاسدين والمنحرفين لكي يقتدي الناس بكم ولا تكونوا مطية لظالم أو محتكر أو مغتصب لكي يحتمي بمظلة البرلمان لتبرير فساده وقاوموا الرشوة والمحسوبية والجهوية والفساد بجميع أشكاله ولا تبرروه
وارفعوا شعار الإصلاح والدفاع عن قيم وثوابت الأمة وكونوا رموزاً للاستقامة والنزاهة والعفة....كونوا كما هو الأمل فيكم نواب خير ودعاة إصلاح.
وأهمُّ ما تدعون إليه هو الوحدة الوطنية وتحقيق رسالة المواطنة ونبذ كل الأفكار المنحرفة والأفكار الفاسدة وخاصة في ضرف أنتم من تعرفون أبعاده وخطره على الأمن الفكري والأمن والوطني والأمن والاقتصادي ...الخ
ومقاومة الظلم الاجتماعي وتحرير الإنسان الجزائري من مخلفات الاستعمار للعيش بالحرية والكرامة و الدعوة إلى التمسك بالأخلاق الإسلامية كالصدق والاستقامة والأمانة ومحبة الآخر والتواضع والتسامح وانفضوا الغبار على مكانة المجاهدين والشهداء والعلماء والمخلصين وقفوا سدا منيعا ضد دعاء اليأس والقنوط والفتنة والانتحار
ولا تستميلوا عواطف المواطن بالتملق لهم ولا بالمبالغة فيما تحدثونهم به عن أنفسكم ولا تتظاهروا بما ليس فيكم من صفات
وأهمّ من هذا أن تزهدوا فيما بأيدي الناس والجاه والمتاع فأنتم أكبر بعفتكم ونزاهتكم ... ونزاهة النواب ضمانة لكرامتهم فإن النائب لابد أن يكون مسئولاً مسئولية تامة عن أعماله فالقاعدة البدهية أنه حيث تكون السلطة تكون المسئولية
ومن الطبيعي أن تتبوأ المسئولية الدينية مكانة رفيعة فى دولة دستورها ينص في مادته الثانية دينها الإسلام عقائدية تؤمن بالله واليوم الآخر وتسعى لإخراج الناس من الظلمات إلى النور وتطبق شرعاً إلهياً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وتشترط فى نوابها شروطا تعكس مجتمعه معبرا عنهم ونائب عنهم
ونلمس أثر هذه المسئولية فى ضمير النائب المؤمن فى مخافته من ربه وفى محاسبته لنفسه قبل أن يحاسبه ربه وفي محاسبة نفسه قبل أن يحاسبه الناس لأنه يؤمن أنه لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ؟ وعن علمه ما عمل به ؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ؟ وعن جسمه فيما أبلاه . الترمذي
وأشد الناس سؤالاً يوم القيامة : من يُسأل عن المواطنين جميعاً وهم : النواب : كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالإمام الذى على الناس راع وهو مسئول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته .. الحديث . متفق عليه
ومما يؤثر عن عمر قوله : لو ماتت شاة بشط الفرات ضائعة لظننت أن الله سائلي عنها يوم القيامة
ومما يؤثر عن عثمان قوله : إن وجدتم فى كتاب الله أن تضعوا رجلى فى قيود فضعوهما . ويوضح أبو مسلم الخولانى فلسفة الإسلام فى المسؤولية حين يدخل على معاوية فيقول : السلام عليك أيها الأجير فلما أنكر الجالسون قال لهم معاوية : دعوا أبا مسلم فإنه أعلم بما يقول . فيقول أبو مسلم : إنما أنت أجير استأجرك رب هذه الغنم لرعايتها فإن أنت هنأت جرباها وداويت مرضاها وحبست أولاها على أخراها وفاك سيدها أجرك وإن أنت لم تهنأ جرباها ولم تداو مرضاها ولم تحبس أولاها على أخراها عاقبك سيدها .
فالنائب أجير لخدمة الشعب فإن أخلص في رعايتها جزاه الله خير وان ضيع ضيع الأمانة ومن الواضح أن مسئولية النائب محددة المعالم يعلمها أهل القانون .وهي مدونة كخارطة طريق لعمل النائب وكلما قوى الوازع الدينى بين النواب قوى
الإحساس بهذه المسئولية العظيمة وكلما ضعف الوازع الدينى والوطني ضعف الإحساس بها
ومن هنا أوجب على الأمة أن تأخذ على يدي كل نائب مقصر في رسالته حتى يلتزم الحق ويعاوده وعلى هذا فالأمة دائمة المراقبة والمحاسبة لنواب الأمة وتستمد الأمة هذا الحق فى الرقابة من نصوص الشرع
. فالشورى إحدى أسس الحكم فى الدولة فإن الشورى تعد كذلك أساساً لقاعدة المسئولية ورقابة الأمة فالأمة تشارك فى صنع القرار السياسى وتحاسب عن طريق ممثليها من أهل الحل والعقد . وإذا كان النائب نائباً عن الأمة فإن قاعدة الوكالة تقضى بأن يكون للأصيل _ الأمة _ حق مراقبة الوكيل _ النائب _ وذلك لضمان سيره على وفق إرادة الأمة . والنصيحة _ كواجب تبادلى بين الأمة وبين النواب _ تعطى الأمة الحق فى مراقبة النائب ومساءلته وتوجيه النصح له ومناصحة النواب من أوجب الواجبات التى رضيها الله تعالى لنا : ثلاث
لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم : إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمور ولزوم الجماعة والمناصحة تختلف باختلاف حال الناصح ومكانته وباختلاف حال المنصوح له
وفق الله نواب الأمة وسدد خطاهم
آمين


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)