الجزائر

ناهض حتر ودماء على عتبات العدالة!



ناهض حتر ودماء على عتبات العدالة!
ناهض حتر، اسم جديد يضاف إلى قائمة ضحايا الإرهاب الإسلاموي الطويلة التي ضمت مئات الآلاف، بل الملايين إذا احتسبنا كل من كفّروا وذبحوا وأحرقوا بتهمة الردة والتكفير طوال التاريخ الإسلامي المضرج بالدماء والاغتيالات والعنف.ناهض حتر، هو فرج فودة آخر، هو يوسف سبتي وطاهر جاووت، وعلولة وجيلالي اليابس، هو حلاج وطبري وكل الأسماء التي قضت نحبها على أيدي مرضى ومهووسين لم يقرأوا يوما ما كتب هؤلاء، ولا حتى حاولوا فهم رسالتهم، بل ربما لم يفكوا يوما حرفا في خطاب، مثلما أكد قاتل فرج فودة في المحكمة، أنه لم يقرأ ما كتب الكافر فودة، لأنه أمي لا يقرأ!طوال رمضان الماضي وما تلاه ثارت ضجة حول كاريكاتور نشره المغدور، يسخر فيه من معتقدات داعش وال72 حورية التي يعدون بها الانتحاري، فثارت ثائرة المهووسين واتهموه بالإساءة إلى الذات الإلهية.ضجة لا تختلف في عنفها وخطورتها تلك التي هزت العالم الإسلامي بعد نشر الرسوم المسيئة للرسول في صحيفة دانماركية، وتلك التي نشرتها شارلي إيبدو، التي أدت إلى استهداف المجلة في عملية إرهابية شنيعة أدت إلى وأدها.واعتذر حتر، وكتب موضحا موقفه من نقله الكاريكاتور والغرض منه أنه تنويري لا غير، لكن محاكم التفتيش حكمت عليه حتى قبل المحكمة الأردنية، وأهدرت دمه ونفذت تهديدها صباح أمس، وهو يقصد المحكمة للمثول أمام القضاء والرد على الاتهامات الموجهة إليه.السجن كان أرحم له من رصاصات الغدر السبع التي استهدفته من إمام متشدد، فقد أمضى الرجل فترة شهر كامل في السجن وأطلق سراحه أياما قبل العيد، قبل أن ينفذ فيه حكم الظلاميين. والمصيبة موجة التشفي من مغردي الخليج وصحفه، التي علقت على الجريمة، مباركة.فهل حقا ”أعدم” حتر بسبب كاريكاتور، أم أن أموال الخليج التي عمت الكثير من المتشددين، عرفت كيف تتخلص من قلم كشف عورتها ومخططها في كل مرة في كتاباته، ولأنه وقف إلى جانب سوريا ضد المؤامرة التي جعلت من أرضها رقعة لحرب عالمية ثالثة، وأدان تدخلات المملكة السعودية وقطر، وكشف كيف تمارس هذه عدوانها على الشعوب العربية، في مقالات وتغريدات، منتقدا تدخل السعودية أيضا في اليمن، ونادى بالحرب حتى سقوط السعودية، قررت هذه وإعلامها المسرور أمس بإسكات صوته إلى الأبد.وقبلها شن إخوان الأردن حملة ضده وهيأوا الطريق إلى الجريمة، مثلما حرض أئمة الخليج ضده لا لشيء إلا لأنه وقف إلى صف بشار كاشفا المؤامرة ضد سوريا.حتى محاميه رفض الترافع عنه خوفا من استهدافه، فواجه المسكين مصيره منفردا، في بلاد اصطفت فيها العدالة بجبن إلى جانب الإرهاب، وتاركة الكلمة الحرة في العراء هدفا لرصاص القتلة باسم الدين وقبلها هدفا لفتاوى الفتنة والأحقاد التي دمرت الوطن العربي!لا أدري إن كان الإعلام الغربي سينتفض لهذه الجريمة التي تكمل مجزرة شارلي إيبدو، أم أنه سيلتزم الصمت لأن الضحية مثقف عربي ليس من مصلحة أحد بقاءه لنشر الوعي وفضح المخططات، فالإرهاب لن يكون إرهابا إلا إذا استهدف إعلامهم وأقلامهم! سكت صوت الرصاص لكن صوت حتر سيبقى مجلجلا إلى الأبد!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)