الجزائر

"ناتكوم" تعصرن وسائلها تحسينا للخدمة



أكد مدير مؤسسة رفع النفايات بالعاصمة "ناتكوم"، السيد أحمد بلعالية ل"المساء"، أن المؤسسة أدخلت التكنولوجيات الحديثة في عملها منذ بداية السنة الجارية، من خلال وضع نظام معلوماتي يسمح بمراقبة الشاحنات وتتبع عملها عن بعد، في انتظار توسيع ذلك على الحاويات التي ستجهز هي الأخرى بشرائح لمعرفة وضعها، حيث أعلنت المؤسسة عن مناقصة لاقتناء حاويات من هذا النوع والتحكم بشكل أحسن في رفع النفايات التي بلغت 1000 طن يوميا.وأوضح السيد بلعالية أن المؤسسة شرعت منذ بداية عام 2015 في مراقبة شاحنات نقل النفايات عن بعد، لتجنب مرورها عبر الطرق المزدحمة، حيث مست هذه العملية 115 شاحنة كدفعة أولى، توجد الآن تحت النظام الجديد، في حين تم الإعلان عن مناقصة وطنية لإتمام العملية وتغطية كل الحظيرة بهذا النظام الذي يسمح بمراقبة الشاحنة ومعرفة سرعتها ومتابعة مسارها عن بعد، كما يمكن رصد سبب توقفها لربح الوقت، عكس ما كان في السابق، حيث يتم الاعتماد على دراجات نارية لمتابعة عمل الشاحنات.من جهة أخرى، أشار محدثنا إلى أن هذا النظام سيتم تطويره أكثر لمعرفة الوضعية التقنية للشاحنات، بهدف تغطية كل الحظيرة والحصول على معلومات سريعة، في حال حدوث أي مشكل أو عطب، مما يسمح بالتدخل في عين المكان، كما تم الإعلان عن مناقصة أخرى لاقتناء حاويات مزودة بمكان خاص توضع فيه شريحة، ستبرم بخصوصها مناقصة أخرى مع متعاملي الهاتف، حيث تحضر "ناتكوم" حسب مسؤولها دفتر شروط خاص بهذه العملية لمعرفة مكان الحاويات ووزنها، عن طريق إيصال برنامج الحاوية الذي يعتمد على التكنولوجيات الحديثة ببرنامج الشاحنات الذي يقرأ - يضيف بلعالية - الشريحة الموجودة داخل الحاوية ويعرف إذا كانت مملوءة عن آخرها أو لا، قصد مراقبة المنظومة اليومية لحمل النفايات والوقت الذي تأخذه حتى تمتلئ والفترة التي تكون فيها فارغة.وحسب المتحدث، فإن النظافة تحسنت بفضل الوسائل والدعم الذي استفاد منه القطاع من طرف ولاية الجزائر التي منحت التجهيزات والأموال، وبذلت مجهودا استثنائيا للقضاء على العديد من النقاط السوداء، خاصة بعد استلام عدد كبير من الشاحنات، في انتظار تجسيد برنامج لاقتناء شاحنات أخرى خلال السنة الجارية، ورفع العراقيل البيروقراطية التي كانت سائدة وحالت دون السير الحسن لعمل مؤسسات النظافة الولائية التي لا يمكنها أن تسيّر من المكتب أو عن طريق التعليمات الإدارية، وأنه رغم بعض النقائص، فإن مستوى النظافة تحسن وسيصبح جيدا إذا استمر العمل على هذا المنوال.واعتبر مدير "ناتكوم" أن التحفيز والردع مطلوبان لجعل المواطن يحترم أوقات وأماكن رمي النفايات، حيث يتطلب ذلك جهودا كبيرة في مجال التحسيس واتخاذ إجراءات عقابية وردعية، خاصة ببعض البلديات التي لا يزال عمال النظافة فيها يواجهون ضغطا كبيرا، على غرار بلديتي باب الزوار وجسر قسنطينة اللتين تنتشر بهما التجارة الفوضوية والأحياء القصديرية، حيث يقوم التجار برمي القمامة في كل وقت، خاصة في الليل، وفي بعض الأحيان ترمى في المنحدرات وعلى جنبات الطرق وبالقرب من المجمعات السكنية وداخل الحدائق وفضاءات الترفيه، مما يعتبر عبئا آخر على "ناتكوم" التي تنحصر مهمتها في تنظيف الأحياء وليس خارجها.وأفاد محدثنا أن الأحياء في البلدان المتقدمة تبقى نظيفة رغم أن شاحنة جمع النفايات تمر مرة أو مرتين أسبوعيا، وعلى العكس من ذلك، فإن بلديات العاصمة ومنها باب الوادي، تمر بها الشاحنة 6 مرات يوميا، مثلما أكدته دراسة حول النظافة، مما يفسر الحجم الكبير من النفايات التي تجمعها "ناتكوم" والمقدرة ب1000 طن يوميا في البلديات ال28 التي تغطيها المؤسسة.أما بالنسبة للعمال القادمين من خارج العاصمة، المقيمين بقواعد الحياة وفي وضعية جد سيئة، فأوضح بلعالية أن هذه الأماكن تجاوزت مدة صلاحيتها لأنها بنايات جاهزة، إذ هناك التي تجاوزت 30 سنة منذ إنشائها، ولا يزال العمال يقيمون بها إلى لحد الآن إلى غاية إنجاز قواعد حياة جديدة تتوفر فيها كل الشروط اللازمة للتخلص من البناء الجاهز، فضلا عن برنامج كبير للترميم ستقوم به المؤسسة لإعادة تأهيل أكبر عدد من مراكز تجميع العمال القادمين من خارج العاصمة المقدر عددهم ب2200 عامل بقواعد الحياة من بين 6 آلاف عامل، وفي هذا الإطار، أشار المصدر إلى أن عملية ترميم قواعد الحياة أصبحت لا تنفع بسبب قدم هذه الأخيرة، على غرار تلك المتواجدة ببومعطي والتي يجري استبدالها بأخرى جديدة قريبا، لتوفير ظروف الإقامة المناسبة لهؤلاء العمال الذين يقومون بمجهودات كبيرة بهدف إعطاء العاصمة وجهها اللائق، خاصة أن العديد من البلديات تعتبر مساهمتها محتشمة في رفع النفايات التي يقوم بها بعض الخواص الذين أعطيت لهم مهلة إلى غاية شهر مارس القادم للانسحاب من العملية وتعويضهم بمؤسستي "ناتكوم" و"إكسترنات" اللتين ستعرفان مرحلة جديدة بعد إعادة النظر في طريقة تنظيمهما وتسييرهما.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)