الجزائر

ميزان الانتخابات ... الشيخ بن محمود و قضية الولاء !!


ميزان الانتخابات ... الشيخ بن محمود و قضية الولاء !!
صورة لإحدى متوسطات مدينة الجلفة
فأما الشيخ بن محمود الذي أقصده فهو الراحل الذي تحمل اسمه متوسطة ببلدية المجبارة (30 كلم جنوب شرق الجلفة كمعلومة لبعض المترشحين الذين لا يعرفونها)،و أما قضية الولاء فهي تتعلق بإشكالية ولاء النائب في البرلمان: هل هو للسكان الذين انتخبوه و جعلوه يتذوق حلاوة الإيمان عفوا حلاوة النيابة؟؟ أم هو الولاء لقيادة الحزب التي يعود إليها الفضل في بلهنية العيش التي يوجد عليها صاحبنا النائب؟
و ما جعلني أشير إلى متوسطة الشيخ بن محمود في هذه السانحة هو أن تلاميذها ، و إلى حد الساعة، لم يدرسوا اللغة الفرنسية ... أي منذ بداية الموسم الدراسي الحالي 2011/2012 ... و بالتأريخ السياسي : فان تلاميذ متوسطة الشيخ بن محمود لم يدرسوا الفرنسية لا في عهد التحالف الرئاسي الثلاثي و لا في عهد التحالف الرئاسي الثنائي.
حسنا، لنذهب بعيدا في كلامنا و لتكن الصراحة هي ديدننا فيما يتعلق و تعامل نواب ولاية الجلفة مع قضية التربية. لأن تدخلات السادة النواب في البرلمان البائد لم تكن تطبعها الآنية و اللحظية في علاج المشكل القائم، بل كانت تلك التدخلات مرتبطة بمواعيد و حسابات ... الدافع وراءها هو الانتماء الحزبي و علاقة التشكيلات السياسية فيما بينها، لا سيما و أن معالي وزير التربية - أحد أسباب مآسي القطاع - ينتمي إلى الحزب الحليف الذي ولد "بشلاغمو".
القضية و ما فيها هو أن بعض النواب قد اتخذوا من مشاكل قطاع التربية سجلا تجاريا كي يصنعوا به سمعة سوف يحتاجونها في تجديد عهدتهم الانتخابية. و ربما سوف يقال أن كلمة "سجل تجاري" فيها الكثير من الجور و بخس الناس أشياءهم، لهذا يجب أن يكون كلامنا مؤسسا و قائما على دليل.
ترى لماذا جاءت مبادرة النواب ال 35 في شهر ديسمبر غداة نهاية الثلاثي الأول من الموسم الدراسي؟
لماذا لم تأت في بداية السنة بعد شهر من انطلاق الموسم الدراسي ؟
أم أنه في تلك الفترة كان هناك تحالف سياسي قائم على حساب التلاميذ و عندما سقط التحالف زال الحائل في مساءلة الوزير عن حال التلاميذ؟
لماذا لم يفكر نائب من الجلفة في تجنيب تلاميذ متوسطة الشيخ بن محمود مصير البقاء بدون أستاذ؟ و يسأل مدير التربية و وزيره و كل من له علاقة بالأمر في شهر سبتمبر أو أكتوبر؟ ... هذا السؤال ينسحب أيضا على أعضاء المجلس الشعبي الولائي لا سيما أعضاءه المنحدرين من سلك التربية.
النائب الفلاني ... لماذا تحركت رفقة مجموعتك لمساءلة الوزير الأول حول احتلال ولايات الجلفة و المسيلة و الأغواط للرتب الأخيرة منذ عشر سنوات؟
لماذا لم تتحركوا منذ خمس سنوات عندما نجحتم سنة 2007 (ثلث الناخبين الجزائريين صوتوا) في الانتخابات؟ أي قبل أن تتفاقم و تتضاعف مشكلة الجلفة و المسيلة و الأغواط لتصبح عشر سنوات.
ثم لماذا هذه المبادرات لتكريم متقاعدي قطاع التربية عامين قبل نهاية عهدتكم؟
هناك تفسيران لا ثالث لهما لهذه المواقف المتأخرة:
إما أنكم ذبتم تماما في التحالف الرئاسي الذي قال عنه مولود شرفي في دسيمبر 2011 بأنه "ليس ذوبانا لحزب في حزب آخر" أي أنكم كنتم تعدمون الشجاعة.
و إما أن هذه المواقف المتأخرة تدخل في التحضير للانتخابات؟
إن محاولة حركة "حمس" التحدث باسم التيار الباديسي و أنهم هم الوريثون الوحيدون له و استخدام الدين في السياسة ، كلام لا يصدقه الواقع، و أين هم من شجاعة الشيخ البشير الإبراهيمي الذي كلفته مواقفه الشجاعة الإقامة الجبرية و لعل أهمها التعريب؟ ، في حين نجد مثلا أن أبا الجرة أشرف كوزير سنة 2000 على قطاع جله مفرنس و لم يقم بأي محاولة لتعريبه مثل ما قام به مثلا وزير العدل الطيب بلعيز حين تضمن قانون الإجراءات الجزائية الذي قدمه في آفريل 2009 موادا قانونية تجبر المتقاضي على تعريب الوثائق القضائية.
إن هذا الوزير السابق بعد أن انتقل إلى المعارضة يريد أن يقنعنا بأنه يحمل آمال و طموحات الجزائريين الذين ذاكرتهم ليست ضعيفة إلى الحد الذي يمكن أن ينسوا معه تلك المحاكمة الشهيرة حول قضية الخليفة و كيف أن "نجية عيواز" السكرتيرة الشخصية لعبد المؤمن الخليفة قالت بأن السكرتارية كثيرا ما كانت تتلقى مكالمات من لدن هذا الشخص.
أخيرا ... و حتى لا نصفكم بالنفاق فإن مشكلتكم الأولى يا جماعة "حمس" هي انعدام الآنية واللحظية في التفاعل مع آهات مع من يفترض أنه صوت لصالحكم ... و مشكلتكم الثانية هي أنكم تستغرقون جل وقتكم في التزويق و الإخراج الفني لمواقفكم لتأتي هذه الأخيرة متأخرة كالعادة و في غير وقتها ... و مشكلتكم الثالثة هي الولاء الحزبي الأعمى بعيدا عن انشغالات من انتخبكم... أما أكبر عيب فيكم كتشكيلة سياسية فهو الجبن و الخوف و التردد.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)