موريتانيا تمنع ناشطين أمريكيين مناهضين للعبودية من دخول أراضيها

منعت السلطات الموريتانية الجمعة وفدا حقوقيا أمريكيا من دخول البلاد بعد وصوله لمطار نواكشوط الدولي، كما منعت حقوقيين موريتانيين من لقاء الوفد. وقال وزير الثقافة الموريتاني الناطق باسم الحكومة، محمد اليمين ولد الشيخ، لوكالة الصحافة الفرنسية بأن سلطات بلاده منعت ناشطين أميركيين مناهضين للعبودية من دخول البلاد لأنهم كانوا يريدون العمل وفق برنامج ”مخالف للقوانين الموريتانية”. مضيفا ”أبلغنا السفارة الأميركية التي نقلت إلينا برنامج هذا الوفد بأننا لن نمنحه تأشيرة دخول بسبب برنامجه الذي نعتبره مخالفا للقوانين الموريتانية”. وتابع قائلا ”هذا البرنامج لم يتم الاتفاق عليه مع السلطات، كما يجري عادة ولا يتضمن إلا لقاءات مع أطراف محددة تعمل وفق أجندة خاصة”، بدون أي توضيحات. ولفت الوزير الموريتاني إلى أن ”برنامج العبودية يعني كل الموريتانيين، الذين يجب إشراكهم في النقاش المرتبط به، لأن قوانيننا ترفض الانقسام المجتمعي والإثني، وتؤكد على الوحدة ومتانة العلاقات بين كل المجموعات الوطنية، لذلك رفضنا استقبال الوفد”. وكان يفترض أن يلتقي الوفد مسؤولين موريتانيين ومن سفارة الولايات المتحدة في نواكشوط في إطار بعثة معهد شيكاغو لإلغاء العبودية وحركة ”رينبو/بي يو اس اتش - بيبل يونايتد تو سيف هيومانيتي”، التي يقودها القس جيسي جاكسون، أحد أبرز قادة السود في الولايات المتحدة. وأصدرت السفارة الأمريكية بنواكشوط بيانا أعربت فيه عن قلقها وخيبة أملها إزاء القرار، مشيدة ب ” الأعمال البطولية ”التي يقوم بها مواطنون موريتانيون لمواصلة محاربة آثار الرق ومؤكدة استمرارها في دعم وتعزيز التسامح والتماسك الاجتماعي للشعب الموريتاني.يذكر أنّ العبودية في موريتانيا ألغيت رسميا في 1981 لكن ما زالت هناك ممارسات في هذا الشأن. ففي أوت 2015 تبنت موريتانيا قانونا يعتبر العبودية ”جريمة ضد الإنسانية” يعاقب عليها بالسجن لمدة قد تصل إلى عشرين عاما، مقابل بين خمس وعشر سنوات في الماضي.