الجزائر

مواكب تشفّي وأحقاد جابت شوارع المدن الجزائرية



مواكب تشفّي وأحقاد جابت شوارع المدن الجزائرية
تحوّل الهوس بمباريات ريال مدريد وبرشلونة في اليومين الأخيرين بمناسبة مباراتي نصف نهائي رابطة أبطال أوربا اللتين شهدتا خروجا دراماتيكيا للفريقين الإسبانيين الأشهر في العالم، إلى منحى اجتماعي خطير، عندما لم يتوقف الهوس بتشجيع هذا الفريق أو ذاك عند حدّ الحب، وإنما انتقل إلى تمني خسارة هذا النادي أو ذاك، فطغى الحقد والكره على الحب والتشجيع بشكل غير موجود حتى في إسبانيا.
بمجرد أن سجل النجم الإسباني طوريس هدفا في شباك فالديس، وأعلن إقصاء برشلونة سهرة الثلاثاء حتى خرج المئات من الجزائريين في مواكب فرح في عدة مدن كبرى، وحتى في القرى، ليس ابتهاجا بتأهل تشيلسي الانجليزي الذي لم يكن له أبدا مناصرين في الجزائر إلى الدور النهائي، وإنما تشفيا في كل محبي النادي الكتالاني من الجزائريين، ليتكرر نفس المشهد سهرة الأربعاء، ولكن بطريقة أحدّ أبانت الكثير من المكبوتات التي هي أقرب إلى المرض، حيث بمجرد أن أضاع رونالدو ضربة الجزاء الأولى في سلسلة ضربات الترجيح، حتى اهتزت الكثير من المقاهي، وبعد تأهل بيارن ميونيخ خرجت مواكب فرح أخرى جابت شوارع المدن في غسق الليل، وطبعا ليس حبا في الألمان، وإنما تشفيا في محبي ريال مدريد من الجزائريين، رغم أن الجزائريين منذ حادثة عام 1982 بين ألمانيا والنمسا التي أقصت الجزائر من المونديال، صاروا لا يحبون الفرق الكروية الألمانية، ولا أحد همّه النهائي الأوروبي كرويا، المقترح الذي سيكون خاليا من متعة الناديين الكبيرين.
وبعد أن كان المجتمع الجزائري يعاني من مرض عشاق ريال مدريد ومرض عشاق برشلونة إلى حد الهوس والجنون والسكتات القلبية والشجار العنيف بالأسلحة البيضاء، أصبح يعاني الآن من مرض الحاقدين على ريال مدريد والحاقدين على برشلونة في قالب من التشفي والأحقاد التي قد لا نجد لها مثيلا سوى في الجزائر، وكان الاسبان قد قدموا هذا الموسم الكروي إنجازا غير مسبوق، عندما وصلت خمسة أندية إلى الدور نصف النهائي من المنافستين الأروبيتين، وهو البلد الذي يلعب في بطولته للدرجة الأولى خمسة لاعبين دوليين جزائريين، مما يعني التواجد القوي للجزائريين في أقوى البطولات.
كما أن العلم الجزائري تواجد بقوة، ونافس حتى العلم الإسباني سهرتي الثلاثاء والأربعاء في ملعبي برشلونة ومدريد، إلى جانب قرابة مئتي ألف نسمة، والملايير من متابعي المباريات، رغم غياب اللاعبين الجزائريين في هاتين المبارتين، حيث قدم الإسبان والإنجليز والألمان نموذجا باهرا في الرياضة والروح الرياضية والإعلام والتجارة، واكتفى الجزائريون بالأحقاد والتشفي، ونقلوا مرض الكرة المحلية إلى مرض عابر للقارات، يبقى القول إن الكثير من المقاهي صارت تغلق أبوابها خوفا من الشجارات، كلما لُعبت مباريات يشارك فيها ناديي برشلونة وريال مدريد.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)