الجزائر

مهن مؤقّتة لمواجهة غليان الأسعار



يصاب الفلسطينيون بحيرة كبيرة وهم يتجولون في الأسواق من دون أن يجدوا ما يُمكن شراؤه لسد رمقهم، في ظل نُدرة السلع والمواد الغذائية من جهة، والارتفاع غير المسبوق في أسعار البضائع الشحيحة من جهة أخرى.تشهد الأسواق الفلسطينية في محافظات قطاع غزة من الشمال حتى الجنوب، مرورا بالمنطقة الوسطى، حالة من غليان الأسعار بسبب نُدرة البضائع، ونفاد معظم أصنافها، بسبب الإغلاق الصهيوني للمعابر، ومنع دخول الماء، والمواد الغذائية، ومُختلف أصناف البضائع، مُنذ بداية العدوان على القطاع في السابع من شهر أكتوبر الماضي.
ويخلق هذا الواقع المأساوي فجوة واسعة بين الأسعار المُرتفعة وغير المسبوقة لما يتم عرضه من البضائع الشحيحة، وبين القدرة الشرائية المحدودة للفلسطينيين في قطاع غزة، الذين يُعانون ظروفا اقتصادية سيئة حتى قبل بدء العدوان، وذلك بفعل تأثيرات الحصار الصهيوني المتواصل مُنذ سبعة عشر عامًا على القطاع، والذي ألقى بظلاله السلبية على نواحي الحياة كافة.
نذرة وغلاء
ويلفت أحد الغزّيين، الذين أجبروا على النزوح من مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين، نحو منزل لأحد الأقارب في مُخيم النصيرات، أنّه ومُنذ الأسبوع الثاني للحرب، أي قبل نحو شهرين، تعرّضت أسرته لمُختلف أصناف المعاناة، إذ لم يحصل أي من أفراد الأسرة على رواتبهم، فيما لم يحصلوا على أي مُساعدة مالية أو إغاثية، في الوقت الذي ترتفع فيه أسعار السلع بشكل مُبالغ فيه، مُقارنة مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة للنازحين.
ويُشير إلى أنّ الأسواق تحتكم عادة إلى قاعدة العرض والطلب، إلا أن المشاهِد داخل الأسواق خلال الحرب قاسية بشكل لا يُمكن وصفه، بسبب حالة التكدُّس غير المسبوق لمئات آلاف النازحين داخل مُخيمات ومناطق بالكاد تتمكّن من الحصول على احتياجاتها الأساسية من تلك الأسواق في الوضع الطبيعي.
اختفاء مقوّمات الحياة
ويرجع شُح البضائع في الأسواق الفلسطينية إلى مجموعة من الأسباب التي تبدأ بالإغلاق الصهيوني للمعابر، ومنع دخولها، وفي مُقدمتها المواد الغذائية، مرورا باستهداف الطائرات الحربية للاحتلال للبيوت، والمباني، والمُنشآت المدنية، والتي تضُم المحال التجارية، ومخازن البضائع.
ويُساهم كذلك منع دخول الوقود الذي يُمكن العربات من نقل المتوفر منها في حالة الشُح العام، والحركة بين الأسواق الداخلية، وصولًا إلى المُعضلة الأساسية، التي تقضي بتقسيم قطاع غزة إلى مناطق، حيث تم فصل مُحافظتي غزة والشَمال عن المناطق الجنوبية، ومن ثُم فصل المناطق الجنوبية عن الوسطى.
ويقول فلسطيني آخر من سُكان مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، إنه عايَش النكبة التي سمع عنها من أجداده لحظة نزوحه القسري إلى المناطق الوسطى، والتي لا تُعد مناطق آمِنة وفق ادعاء الاحتلال، ف "من أبسط مقوّمات الأمان أن يجرى توفير لقمة العيش للمدنيين، بدلا من تكديسهم في أماكن لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة".
ويضيف إلى أنه يقع بين نارين، كُلّ منهما أشد لهيبا من الأُخرى، حيث فقد عمله في سوق الشاطئ الشعبي بعد نزوحه القسري حفاظا على حياته وحياة أطفاله، ما فاقم وضعه المادي سوءا، فيما فوجئ بالأسعار المُرتفعة لكل السلع، وفي مقدمتها المواد الغذائية.
مهن مؤقّتة
هذا، وقد لجأ الغزّيون المغلوب على أمرهم بعد أن فقدوا وظائفهم للبحث عن حلول لمواجهة واقعهم التّعيس، وذلك من خلال القيام ببعض المهن المؤقتة التي تدرّ عليهم بعض الأموال، كبيع القهوة والمشروبات الساخنة بالشوارع، افتتاح عربات بسيطة لبيع الفلافل، صنع الخبز وطهيه على نار الحطب، والنقل بواسطة عربات تجرها حيوانات.
وحسب تقارير رسمية قبل اندلاع الحرب، اقتربت نسبة البطالة في غزة من حاجز 50 %، فيما ترتفع في صفوف الشباب إلى 60 % وفي صفوف الإناث إلى 80 %، في حين أن غالبية السكان الذين يعملون في مهن بالأساس يتقاضون أجورا يومية متدنية


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)