الجزائر

مهدي رمضان مدير مؤسسة القائد للتدريب والتسويق لـ''المساء''‏غيّر حياتك بتطبيق أسرار النجاح



''ابدأ والنهاية في ذهنك''، واحدة من أهم أسرار النجاح التي ركز عليها مهدي رمضان، مدير مؤسسة القائد للتدريب والتسويق، مدرب متقدم وأخصائي في التدريب والتأهيل، اِلتقته ''المساء'' مؤخرا لدى إشرافه على تنشيط دورة تكوينية للمنشطين العلميين بالمخيم الكشفي بسيدي فرج.وحول أهم أسرار نجاح الشخصيات التي سجلت أسماءها بأحرف من ذهب في سجلات الابتكارات والاختراعات، حاورنا لكم الأستاذ مهدي رمضان في هذه الأسطر.
- ''المساء'' :بداية، لما اخترت الحديث عن أسرار النجاح؟
* مهدي رمضان: تعمدت الحديث عن أسرار النجاح ببساطة، لأن لكل نجاح أسراره، ولأن النجاح في الحياة مطلب كل شخص يرغب في أن يستمر في الحياة  ويصنع بصمته، ولأن الشخصيات الناجحة في المجتمع، اليوم، كانت عبارة عن شخصيات عادية، انطلقت من نقطة ما وحددت، بدقة، الأهداف التي تصبوا للوصول إليها، وتمكنت من تحقيق النجاح، لذا كان لزاما دراسة هذه الشخصيات ومعرفة السبيل الذي انتهجته في مسيرتها لنقتدي بها.
- باعتقادك، ما هي أهم أسرار النجاح التي ينبغي الاعتماد عليها؟
* بالرجوع إلى البحوث التي قام بها ستيفن كوفي بعد 25 سنة من البحث  في حياة الشخصيات الناجحة، اكتشف أن من بين الإستراتيجيات المعتمدة لبلوغ النجاح، هي أن يبدأ الإنسان والنهاية في ذهنه، أي أن يعمل وفق قاعدة ''اِبدأ والنهاية محددة في ذهنك''، وهو ما يسمى في لغة التنمية البشرية ''بالتهديف''، وهو ما يجعلنا نصنف الناس إلى صنفين؛ فئة صنعت النجاح لأنها عرفت كيف تفكر وكيف تبدأ، وبلغت الهدف الذي رسمته في تفكيرها، بينما هناك فئة ثانية من الناس كانت مساهمة فقط.
- ماهي الخطوة التي تلي مرحلة التهديف؟
* بعد مرحلة التهديف، لابد للفرد الذي يرغب في بلوغ النجاح في شيء ما أن يكون مبادرا، أي لا يبقى جاثما في مكانه وينتظر تحقيق النجاح، هذا من ناحية، ومن جهة أخرى، لابد للمبادر أن يقتنع بأن لا وجود في قاموسه لمصطلح اسمه الفشل، وإنما هناك ما يسمى ''بالتجارب'' التي قد تصيب، وقد تخيب. ومهما كان الحال، فإن لم يبلغ مراده، عليه الاستمرار في التجربة ويتحلى بالكثير من المرونة، فمثلا؛ العالم ''إيديسون'' عندما اخترع المصباح، قام بالعديد من التجارب إلى أن حقق النجاح، وعندما سُئل باستفزاز عن نجاحه الذي جاء بعد سلسلة من خيبات الأمل، قال في رده؛ إنه العالم الوحيد الذي يعرف عدد المرات التي فشل فيها ليحقق أكبر نجاح عالمي، بالتالي، ومن خلال هذا، يظهر لنا سر آخر من أسرار النجاح، والقائل أنه ليس هناك فشل وإنما سلسلة من التجارب التي ينبغي أن نستفيد منها ونتجاوزها إن فشلنا، ولا نقف عندها.
- تحدثت عن المرونة، ما الذي تقصده، وهل تعتبر هي الأخرى من أسرار النجاح؟
* حقيقة، المرونة تعد هي الأخرى واحدة من أهم أسرار النجاح التي يجهلها الكثيرون، والتي تعد سببا في فشلهم، وأقصد بها القدرة بعد رسم'' الخطوة الأولى'' على المواصلة، رغم كل الصعوبات والعراقيل التي قد تقف عائقا، أي اعتماد ''قاعدة النملة ''التي لا تعرف مطلقا معنى الراحة لكثرة حركتها، وهذا يقودنا للحديث أيضا عن مدى قدرة الفرد على تحمل المسؤولية، فلا يخفى عليكم أن المجتمع ينقسم إلى فئتين من الناس؛ فئة تتحمل المسؤولية وتصنع الفرص، وأخرى تحتل موقع النائم. غير أن الأكيد هو أن كل أفراد المجتمع على اختلاف مستوياتهم، بإمكانهم أن يتحلوا بهذه الصفة أي ''المرونة'' لبلوغ النجاح، باستعمال ما يسمى بلغة العقل بطريقة إيجابية، أي أن يطبق قاعدة ''أنا قادر أن أحقق''، هذه وحدها تكفي لمنح الفرد القدرة على الاستمرار ضد ما قد يواجهه من صعوبات.
- تحدثت في البداية على الاقتداء بهذه الشخصيات الناجحة، كيف ذلك؟
* أريد أن أصحح بعض المفاهيم، أولا، لبعض الشباب الذين يعتقدون أنه لا يمكنهم النجاح في غير تخصصهم، إن ما ينبغي التأكد منه، هو أن من أحد أهم أسرار النجاح التي وقف عندها الباحث دانيال الألماني الذي قال: ''إن 95 بالمائة من الشخصيات التي نجحت، كان ذلك في غير تخصصها''، لأنه ببساطة يوجد شيء مهم بالنجاح ينبغي أن نعرفه، وهو غير مربوط بالتعليم الأكاديمي، وإنما نابع مما يسمى بالذكاء العاطفي الذي يقصد به القدرة على التفاعل مع الأحداث والمواقف.
وبالرجوع إلى السؤال، يمكنني القول؛ إن أراد أي شخص النجاح في مجال معين نجح فيه غيره؛ كالطب مثلا أو الإعلام الآلي وما إلى ذلك، ما عليه إلا البحث في حياة الشخصية الناجحة ومعرفة الخطوات التي اِتبعها، أي أخذ خلاصة الإستراتيجية التي اعتمدتها الشخصية الناجحة وتطبيقها، وهو ما يسمى عندنا ''بقاعدة النمذجة'' التي تعد أيضا سرا آخر من أسرار النجاح والتفوق.
- هل طبق بعض الشباب، بحكم تجربتهم في مجال التدريب، هذه الأسرار ونجح بها؟
* أستطيع أن أؤكد لكم، من خلال تجاربنا واحتكاكنا ببعض الشباب الذين التزموا بتطبيق هذه الاستراتيجيات الناجحة، أنهم حققوا نتائج مذهلة، بحيث تغيرت حياتهم وتمكنوا من تحقيق أهدافهم وصناعة مستقبلهم.
- كلمة أخيرة؟
* أريد من خلال جريدتكم، أن أنصح كل الذين يعانون من عقدة الفشل في حياتهم، أن يعالجوا ذلك من خلال تعلم كيفية تحمل مسؤولياتهم، لأن النجاح ببساطة، ينطلق من تحمل المسؤولية، وأن يلتحقوا أيضا بدورات التدريب التي من شأنها أن تعزز مهاراتهم، وتحسن كفاءتهم، وتمكنهم من تطوير قدراتهم على الاتصال والتواصل.

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)