الجزائر

من ينقذ الفريق من السقوط إلى الرابطة الثانية؟



أصبح من الصعب على اتحاد الحراش مغادرة ذيل ترتيب بطولة الرابطة الاحترافية الأولى، التي ينجز فيها أسوء مسيرة له منذ عدّة سنوات، وتقضي نتائجه السيئة التي يسجلها من جولة إلى أخرى تدريجيا على أحلامه في تفادي السقوط الذي تحوّل مع مر الوقت إلى كابوس حقيقي لمناصريه الذين لم يجدوا من يشكون له ألامهم، في هذه الأيام الحالكة التي يعيشها ناديهم الذي أصبح لعبة بين مسيرين عجزوا عن تحمّل مسؤوليتهم، بالرغم من الوعود التي قطعوها على أنفسهم بتحويل اتحاد الحراش إلى ناد كبير ومحترف بأتم معنى الكلمة.أسباب هذه الأزمة أصبحت ظاهرة للعيان، ولا يمكن إزالتها بين عشية وضحاها، بعد أن فشل المسيرون في محاولاتهم المتكررة إنهاء الأزمة المالية للنادي التي أنهكت اللاعبين الذين لم يستلموا رواتبهم المالية منذ خمسة أشهر كاملة وهم على مقربة من إنهاء الشهر السادس، والمشاركة في البطولة بدون مقابل.
هذه الوضعية تقبّلها اللاعبون على مضض لكن استنفذوا صبرهم في الآونة الأخيرة، واضطروا للدخول في إضراب عن التدريب، بدليل أنهم شاركوا في المباراة الأخيرة ضد مولودية الجزائر دون أي استعداد يذكر، واختاروا الإضراب كمرحلة أولى للتنديد بالموقف السلبي لإدارة النادي تجاه مطالبهم، ويعدّ قدوم مرحلة الميركاتو بالنسبة للكثير منهم فرصة لتغيير الأجواء بعد تلقيهم عروضا من بعض الأندية، لكن دون أن يفرطوا في مستحقاتهم المالية، حيث يعتزمون رفع شكاوى للجنة القانون والنزاعات التابعة للرابطة الوطنية التي تعتبر الجهة الوحيدة التي تمكّنهم من استرجاع أموالهم الضائعة.
وبات هذا الموقف يربك إدارة النادي التي ليس بمقدورها جمع مبلغ مليار سنتيم ونصف، الذي يمثل الكلفة المالية لمستحقات اللاعبين، فضلا عن أنّ الأطقم الفنية لجميع فئات النادي، تطالب هي الأخرى بمستحقاتها المالية، حيث أنّ الوضع المالي أصبح معقّدا للغاية في ظل تراجع المداخيل المالية للنادي الذي أصبحت تتقاذفه الاتهامات المتبادلة بين مسيريه، البعض منهم يتفرج على الوضع دون المساهمة في إيجاد الحلول، واتّضح للأنصار أنه من بين أعضاء مجلس الإدارة، يوجد من يرغب في سقوط النادي إلى الرابطة الثانية، للانتقام من جماعة الرئيس السابق عبد القادر مانع، الذي يحمّله الأنصار الجزء الأكبر من المأساة التي يعيشها اتحاد الحراش.
وفي نظر الكثير من الأنصار استطاع عبد القادر مانع، أن يغلط الرأي العام الرياضي الحراشي، لما اتّهم الرئيس السابق محمد العايب، والمدرب بوعلام شارف، بسوء تسيير الفريق، وهو السبب الذي مكّنه من الانقلاب عليهما وإبعادهما من النادي.
الجميع ظنّ أنّ مانع سيأتي بالجديد ويغيّر تسيير النادي نحو الأحسن، لكن لم يحدث أيّ شيء من هذا القبيل، بل تدهورت أحوال النادي واضطر مانع إلى التنصّل من مسؤوليته من خلال عرض رئاسة النادي على فيصل بن سمرة، الذي أوقعته طموحاته في الفخ التي نصبه له زميله مانع، الذي يبقى في نظر أغلبية الأنصار المسؤول الأول عن الأوضاع التي آل إليها اتحاد الحراش، واضطر مانع إلى الاختفاء عن الأنظار خوفا من بطش الأنصار الذين توجّهوا أوّل أمس، إلى منزل الرئيس فيصل بن سمرة، لمطالبته بتقديم توضيحات حول هزيمة الفريق أمام مولودية الجزائر وتأخّر النادي في تسليم مستحقات اللاعبين، حيث تعكّرت الأمور بين الطرفين بعد أن قام الأنصار بالاعتداء على منزله بحي عين النعجة واضطر بن سمرة إلى تقديم شكوى لدى الشرطة.
ويحاول الأنصار بشتى الطرق الضغط على المسيرين كي يسارعوا إلى فتح رأس مال للنادي، لا سيما وأنّ هناك الكثير من رجال الأعمال الذين عبّروا عن رغبتهم في ترأس النادي منهم رجل الأعمال بن بوثلجة، الذي صرح أمس، أنّه لم يقطع الأمل في تجديد المفاوضات التي باشرها في الأيام الأخيرة مع بعض مسيري النادي وأنه مستعد لإخراج اتحاد الحراش من أزمته المالية.
❊ ع. إسماعيل


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)