الجزائر

من يبكي أطفال اليمن؟



من يبكي أطفال اليمن؟
“والله إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقكم يا أولادي ويا أم محمد ومريانا لمحزونون (...)”.اسمه أبو أحمد المحيأ، يمني من تعز، وهذا الكلام نشره على جداره في الفايس بوك رفقة صورة لطفليه، مريانا وأحمد بلباس العيد، وأخرى لجثتيهما على فراش نومهما.الفاجعة سببها قصف عربي على مدينة تعز مساء الخميس، حيث فقد هذا الوالد كل عائلته وما يملك في هذا الجنون الذي يدك اليمن منذ أزيد من ستة أشهر، ولا يبدو أنه على وشك النهاية.ليسا أول طفلين يقتلان في اليمن، فكل يوم تنقل صفحات التواصل الاجتماعي وبعض الصحف صور الدمار في اليمن وجثث المئات من أطفال اليمن يقتلون يوميا بسلاح عربي، لكن التعتيم الإعلامي يغطي على دمائهم البريئة.فلو كان المجرم إسرائيل لرفعنا عقيرتنا بالصراخ، وكلنا لها كل السباب والشتائم، مع أن التآمر المفضوح على فلسطين ممن يدعون اليوم أنهم يحمون اليمن من الحوثيين، ويتصدون للمد الشيعي في المنطقة.هذا الأب المفجوع، يكتب بحرقة متسائلا “ما ذنب هؤلاء يقتلون وهم نيام، لم يحملوا السلاح ولا هم “حوثة”، أي حوثيون، يا من كبّرتهم وقت قصفكم لهم، هؤلاء ليسوا مقاومة ولا أيد خارجية”.لكن من يسمع نداء هذا المفجوع؟ ومن سيوصل رسالته وصور أبنائه الضحايا إلى العالم؟ هذا العالم المنحاز دائما إلى الأقوى وإلى من يملك المال ويشتري الصمت والذمم؟أطفال اليمن يقتلون يوميا، إما بالقصف أو بالمجاعة التي تهددهم، إضافة إلى الأضرار النفسية التي تهدد الأجيال القادمة بمختلف الأمراض وانعدام الاستقرار النفسي والعقلي، في الوقت الذي تقصف مدارسهم ويقتل أساتذتهم، ويجند العشرات منهم في صفوف المقاتلين.في اليمن يقتل الأطفال وتهدم البيوت على رؤوسهم بنفس الأسلوب الذي تقتل به إسرائيل أطفال غزة وتشوه أجسادهم وتشرد المئات منهم.لن تغير تقارير الأمم المتحدة التي تحذر من مخاطر الحرب في اليمن على الأطفال وعلى مستقبل الأجيال شيئا في الأمر، مثلما لم تقدم أدنى حماية لأطفال سوريا، وقبلهم أطفال العراق. المصيبة أن ضحايا اليمن يموتون بسلاح عربي، بدعوى إعادة الشرعية، فأية شرعية يتم ترميمها على أجساد المئات من الأبرياء، وأية شرعية تعاد بتدمير البيوت على سكانها، وهدم البنية التحتية اليمنية؟!مثل الحوثيين، فإن منصور هادي يتحمل هو الآخر مسؤولية ما يجري في اليمن، لأنه فتح بلاده أمام مغامرة غير محسوبة العواقب.ليست لبنان وحدها التي تعاني من “القمامة” بمفهومها الفعلي، والمجازي، فالقمامة العربية التي صعدت إلى رؤوس الحكام هي التي تدمر اليمن اليوم، وتدمر سوريا وليبيا، ودمرت ومازالت تدمر العراق، وتتربص ببلدان أخرى.رحم الله أحمد ومريانا ووالدتهما، وكل أطفال اليمن، وضحايا الخدعة العربية التي تسمى نفاقا بالربيع العربي!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)