الجزائر

من هم الكرايش؟ و من أين ينحدرون؟



من هم الكرايش؟ و من أين ينحدرون؟
الكرايش ، وهي من القبائل الشمالية لتيارت والسهوب الجنوبية الغربية للونشريس – المُهيب ، كغيرها من القبائل الأخرى في المنطقة والتي تشكل وحدة تيارت الاجتماعية والثقافية، تسعى قبائل الكرايش لإستغلال كل فرصة للظهور وذلك من خلال إظهار بعض الخصوصيات القبلية خصوصا في الوعدات – waâdates.
الوعدة السنوية المسمات وعدة “الكرايش – kraïches” أو “Rjels Meghila” هو احتفالية مواتية لنشر فضائلهم (الكسكس، البارود ، والفنتازيا، والأغاني الشعبية، وقراءة القرآن الكريم … الخ)
الكرايش kraïches الموجودون أصلا في شمال ولاية تيارت، تحتل هذه القببيلة مساحات بلديات السبت (روراوة) ومغيلة (سابقا قرية -Keria) و في بلدية معصم – Maâsam بجنوب تيسمسيلت، وهم موجودون أيضا في البلدات المجاورة بما في ذلك : “سيد حسني” ، دحموني ، واد ليلي، وخصوصا في مدينة تيارت .
الكرايش هو فرع من بني هلال، ينتمون لبني عامر الذين سافروا وعاشوا في مناطق جغرافية مختلفة قبل أن يستقروا في منطقتهم الحالية ، وقد شاركو في كل الحركات السياسية التي عايشها الغرب الجزائري ، على الأقل منذ النصف الأول من القرن 8 ه.
ينتسب الكرايش لجدهم : كريش ابن عباد بن منيع بن يعقوب بن عامر بن زغبة بن نهيك بن هلال بن عامر. يعود تواجدهم في منطقتهم الحالية الى ما بعد غزو منطقة سارسو-ونشريس Sersou Ouarsenis- من قبل أبو حمو موسى الثاني زياني في بداية القرن 8 ه والذي شكلت الكرايش جزءا من قوات جيشه .
وهناك العديد من القرائن الازدواجية والأنثروبولوجية في المنطقة تبين تحالف الكرايش مع الزيانين من أجل السيطرة على المنطقة.
ومن بين هذه المؤشرات منطقة عمي موسى، أو كما كانت تدعى سابقا قصر أبي حمو موسى، وفي جبل “سيدي حمو”، الواقع بين بلديتي السبت وMallaab وهي منطقة تُسهل التحكم بالجزء الغربي من الونشريس Ouarsenis. وهناك مكان يدعى “خندق يوسف” في بلدة السبت ، وهو المكان الذي شهد المعركة التي قادها يوسف بن حمو أبو موسى في سنة 777 ه.
ومن حيث الأدلة الأثرية، المكان المُسمى “خربة الزيانة Eziayna” في بلدة مغيلة يحمل آثار تنتمي إلى الزيانيين .
تاريخ المنطقة هو أكثر من ألف سنة بل هناك آثار من عصور ما قبل التاريخ، تؤرخ لوجود آيبرموريسيان- Ibéromaurusiens والتي ساعدت لحد ما في اكتشاف رجل “مشتى العربي” في منطقة سيد حسني على مرمى حجر من موقع استضافة الدولمينات.
كما شهدت المنطقة وجود آثار رومانية حيث بنيت الحاميات للسيطرة على طرق التجارة في بلاد المغرب الاوسط ، نذكر منها “قلعة قطار” في بلدة مغلية “خربة من عويسات ” في بلدة دحموني بالقرب من سيد حسني و “الخربة” في بلدية السبت .
وقد شهدت المنطقة أيضا تأثير الدول الإسلامية المختلفة ،على التوالي؛ الروستميون الزيانيون ، والحماديون، و في عام 406 ه، قام حماد بن بلكين بمعركة على ضفاف واد مينا حيث هُزم واضطر الى الانسحاب والاحتماء في “القلعة مغيلة” شمالا حيث تيارت وبقي لمدة عامين قبل أن يغادرها صوب قلعة بني حماد.
ثم قام الزيانيون بالتحالف مع القبائل المحلية للسيطرة على ونشريس Ouarsenis. في العهد العثماني أصبحت المنطقة معروفة في بيليك الغرب بفضل (سوق ellouha) أكبر سوق، وخصوصا عندما كانت وهران تحت الاحتلال الإسباني، كما كانت هذه السوق تشهد وفود قوافل قبائل بعيدة نسبيا نذكر منها :الشعانبة ، سعيد عتبة المخادمة الارباع ،أولاد يعقوب وزرارة .
كانت قبائل المنطقة خارج سيطرة السلطات التركية فكانت بالفعل “مستقلة”. خلال فترة الاحتلال الاستعماري، قد شهدت المنطقة جميع الانتفاضات والثورات ضد جيوش الاحتلال، بما في ذلك ثورة الأمير عبد القادر الذي كان له جيش كبير في المنطقة كما كانت قبائل الكرايش تُمده ب 200 فارسا و 400 جنود المشاة تحت قيادة ” ولد قدور لعمي “عضو مؤثر في المنطقة ، مثل الشيخ بومعزة Cheikk Boumaaza التي كان نشيطا في هذا الجزء من تيارت.
ومن المعلوم أن وعدة الكرايش في 2 جوان من كل عام، وهي فرصة من اجل استقصاء التاريخ كما كتب ابن خلدون “”فإن فن التاريخ من الفنون التي تتداولها الأمم والأجيال، وتُشد إليه الركائب والرِحال، وتسمو على معرفته السّوقة والأغفال وتتنافس فيه الملوك والأقيال، ويتساوى في فهمه العلماء والجهال…””.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)