الجزائر

من مرثية لقارئ بغداد



يا قارئ بغداديا حادي النّور المُعتّق
مؤونة للسّنين العجَاف
زيْتا وملْحا وزعْترا
وزيْتونا وصُباّرا وأرْزا
وتينا وماءً زلالا
وما تَيسّر من الرّزْق الحلال
في الزمَن الحرَام
وعمْرا من الحَنين العَصيّ
أيّها الرّاحل الضّائع
الضّاربُ في القسْوة
القَاسي في الضّياع
فصّص جمَرات الرّوح
وما تبقّى منْ زهْر القلب
إبْحثْ في علامات النّار
عمّا تبقّى منْ غصّة الكبد
وصرْخة النّكد
موْجوعة أنا يا ابْن أمّي
منْ خوْفي ومنْ رعْشتي
أشرّع العمْر
جرْعة... جُ ... رْ ... عَ ... ه ْ
على حواف غبْنك
وتفاصيل المحْرقة
هنا في أزْمنة التّيه
على رُفات الأنين
أيْن تحْترق بقايا التّراتيل
هلْ حقّا بلاد اللّه واسعة
سعَة صبْري؟؟؟!!!!
لا أعْلم؟؟؟!!!
إنْ كان أيُّوب
قدْ جهَر بمثل هذا القوْل
يا قارئ بغداد
شرّعْ قلْبك للحكاية
وشطَط الرّوح
ما هُو قادم مُعتم
ولا مسْلك لك
غيْر طواحين الرّماد ووحْدتك
ستَميل نحْوك لوحْدك
فليكنْ صدْرك بحارا
ولتكنْ عيُونك أنهارا
ولتكنْ أكفّك جمْرا
وليكنْ هديرك ريَاحا
سَيلتفتُون نحْوك
ولكنْ!!! لا أحدَ يراك
سَيقولون ما دَهاك ثمّ يمْضون
كأنّ شيئا كانْ؟؟؟
كأنّك لمْ تكنْ
إنّي أراك!
إذْ لا أحَد يراك!
خُطاك تنْكسرُ على عتَبات الظّل
مَا بك لا تَرى؟؟؟
تُفتّش عمّا تبقّى
منْ رماد رَحيلك الأوّل
عنْ همْس الصّراخ
عنْ ضجيج التّصدّع
عنْ شهْوة الصّمْت الذي مَات
عنْ تشظّي الغُصّة
عنْ صراخ الحمَام
عن يُتم الغمَام
عن كلّ ما فات
عنْ رفرَفة الطّيْر
وعطش الغيْم
عنْ غُرْبة البحْر
الهارب منْ لوْنه من ملْحه
منْ جَبروت موْجه
خذْ نفسا ولا تلتَفتْ نحْوهم
فلنْ يسْتمع لموْتك أحدْ!!!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)