الجزائر

من كتاب بأكرم الخلق كنّا أكرَم الأمم


الإسلام يُشدِّد في الوفاء بهذه الأمانة، فيجعل عقوبة الجماعة عامة بما يقع من شرّ إذا هي سكتت عليه، ويجعل الأمانة في عنق كلّ فرد، بعد أن يضعها في عنق الجماعة عامة، روى الإمام أحمد بإسناده عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''لمّا وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا فجالسوهم وواكلوهم وشاربوهم. فضرب الله بعضهم ببعض، ولعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عَصَوْا وكانوا يعتدون}، وكان الرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم متكئ فجلس فقال: ''ولا والّذي نفسي بيده حتّى تأطروهم على الحق أطراً''. فليس هو مجرد الأمر والنّهي ثمّ تنتهي المسألة، إنّما هو الإصرار والمقاطعة والكف بالقوّة عن الشرّ والفساد والمعصية والاعتداء. روى الإمام أحمد بإسناده عن عدى بن عميرة قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ''إنّ الله لا يعذِّب العامة بعمل الخاصة، حتّى يروا المنكر بين ظهرانهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكرونه. فإذا فعلوا عذّب الله العامة والخاصة''، وروى أبو داود والترمذي بإسناده عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''أفضل الجهاد كلمة حق عند إمام جائر''. وتتوارد النُّصوص القرآنية والنّبويّة في هذا المعنى لأن هذا التماسك في كيان الجماعة بحيث لا يقول أحد فيها وهو يرى المنكر يقع من غيره: وأنا مالي؟ وهـذه الحمية ضدّ الفساد في المجتمـع بحيـث لا يقـول أحد وهو يرى الفساد ويشيع: وماذا أصنع والتعرض للفساد يلحق بي الأذى؟ وهذه الغيرة على حرمات الله والشعور بالتكليف المباشر بصيانتها والدفع عنها للنّجاة من الله.. هذا كلّه هو قوام الجماعة المسلمة الّذي لا قيام لها إلاّ به.  
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)