الجزائر

من كتاب بأكرم الخلق كنّا أكرَم الأمم



 المؤمنون لهم حالات شتّى، ولكن اللّقطات القرآنية تتناول الحالات الثابتة في حياتهم، ونقط الارتكاز الأصلية في هذه الحياة، وتبرزها وتصوغ منها الخطوط العريضة في الصور الوضيئة.. وإرادة التكريم الإلهي واضحة في اختيار هذه اللّقطات، وتثبيت الملامح والسّمات التي تصوّرها، التكريم الإلهي لهذه الجماعة الّتي سبقت لها من ربّها الحسنى.. فهم رضوان الله عليهم {أشدّاء على الكفّار}، وفيهم آباؤهم وإخوانهم وقرابتهم وصحابتهم، ولكنّهم قطعوا هذه الوشائج جميعاً التي لا تُسْمِن ولا تغني من جوع..
هؤلاء يصفهم سبحانه وتعالى ويثني عليهم في قوله جلّ علاه في أواخر سورة المجادلة: {لا تَجِدُ قوماً يُؤمنون بالله واليوم الآخر يُوَادُّونَ مَن حَادَ اللهَ ورسولَهُ ولَوْ كانوا آبَاءَهُم أوْ أبناءهم أو إخْوانَهُم أو عشيرتَهُم أولئك كَتَب في قلوبِهم الإيمان وأيَّدَهُم برُوحٍ منهُ ويُدْخِلُهم جنّات تجري مِن تَحْتِها الأنْهَار خالِدِين فيها رَضِيَ اللهُ عنْهُمْ ورَضُوا عَنْهُ أولَئِك حِزْبُ اللهِ ألاَ إنَّ حِزْبَ اللهِ هُم المُفلحون}: .22
أجل! فما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، وما يجمع إنسان في قلب واحد وُدَين، وُداً لله ورسوله ووُداً لأعداء الله ورسوله.. فإمّا إيمان أو لا إيمان، أما هما معاً فلا يجتمعان أبداً.. فروابط الدم والقرابة هذه تنقطع عند حد الإيمان. إنّها يمكن أن ترعى إذا لم تكن هناك محآدة وخصومة بين اللوائين، لواء الله تعالى ولواء الشّيطان اللّعين. والصُّحبة بالمعروف للوالدين المشركين مأمور بهما بنص قرآني صحيح لا يحتمل تأويلاً ولا اجتهاداً.. لكن حين لا تكون هناك حرب بين حزب الله وحزب الشيطان.. وتبقى صلة الأرحام واجبة مؤكّدة إلاّ إذا أمرت بمعصية أو كفر بواح.. فلا طاعة إذن لمخلوق في معصية الخالق سبحانه.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)