من النشاط المدني إلى العمل العسكري بالولاية الخامسة التاريخية

- العيادة متعددة الخدمات والشارع الرئيسي برأس الماء يحملان اليوم اسم الشهيد .ب.محمد
ولد الشهيد زلايجي أحمد المدعو « سي فتحي» سنة 1925 بالمغرب الأقصى وانتقل مع عائلته إلى الجزائر وتحديدا إلى بلدية رأس الماء بولاية سيدي بلعباس و لما بلغ أشده تزوج و أنجب طفلين , كان حافظا لكتاب الله ومدرسا للقران الكريم بإحدى الكتاتيب برأس الماء حيث تخرج على يديه العشرات من حفظة كتاب الله وإلى جانب ذلك كان يمتهن مهنة خياطة الجلابيب .
وعند اندلاع الثورة التحريرية المباركة وانتشار صداها بالمنطقة انضم زيلاجي احمد إلى صفوف المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني حيث كلف بمهمة جمع المؤونة والأدوية لفائدة جيش التحرير الوطني حيث أبلى البلاء الحسن في هذا المجال ونظرا لنشاطه المكثف تم اكتشاف أمره من طرف قوات الاحتلال , و بناء على أوامر من قيادة الثورة طلب منه تغيير نشاطه والالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1956 برتبة جندي لينشط بالناحية الرابعة للمنطقة الخامسة الولاية الخامسة التاريخية أين أصبح يعرف ب « سي فتحي» إذ شارك في العديد من المعارك ضد قوات الاحتلال الفرنسي بكل من الناحية الرابعة ( رأس الماء) و الناحية الثانية ( تلاغ) و نظرا لبسالته و بطولته و مستواه العلمي رقّي إلى رتبة ملازم ثاني أين تولى مهام عضو في المنطقة الخامسة حيث تكفل بعملية الاتصال والتنظيم داخل أوساط الشعب ومن بين المعارك التي خاضها المعركة الضارية التي دارت رحاها بالمكان المسمى شجرة الطيور الواقع بمويلح وتحديدا بقرية فرع الزيت بلدية واد السبع , حدث ذلك يوم 6 فبراير1959 إذ على إثرها سقط شهيدا في ميدان الشرف متأثرا برصاص العدو ودفن في تلك الناحية , لكن في سنة 1982 و في إطار حملة جمع رفات الشهداء نقل رفاته إلى مقبرة الشهداء برأس الماء أين يرقد حاليا إلى جانب 39 شهيدا رحمهم الله وسائر شهداء الثورة الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل استقلال الجزائر. هذا وتخليدا لأعمال هذا الشهيد و بطولته أطلقت السلطات المحلية والأسرة الثورية ببلدية راس الماء اسم « سي فتحي» على العيادة متعددة الخدمات والشارع الرئيسي للمدينة.