الجزائر

من أسرار إجابة دعاء الصائم


صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: «للصائم دعوة لا ترد». لماذا؟ لأن الصائم منكسر القلب ضعيف النفس، ذلّ جموحه وانكسر طموحه واقترب من ربه وأطاع مولاه، ترك الطعام والشراب خيفة من الملك الوهاب، كفّ عن الشهوات طاعة لرب الأرض والسموات، صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: «الدعاء هو العبادة»، فإذا رأيت العبد يكثر من الإلحاح في الدعاء فاعلم أنّه قريب من الله واثق من ربه، قال الصحابة: يا رسول الله! أربنا قريب، فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فأنزل الله عز وجل: «وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون»، وقد صح عنه أنه قال: «إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، وإنما تدعون سميعا بصيرا أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته». والدعاء حبل مديد وعروة وثقى وصلة ربانية. صحّ عنه أنه قال: «لن يهلك أحد مع الدعاء».الله ينادينا أن ندعوه ويطلب منا أن نسأله، قال الله تعالى: «ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين»، وقال أيضاً: «وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخريبن»، وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: «ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من داع فأجيبه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟».
وشهر رمضان هو شهر الدعاء وشهر الإجابة وشهر التوبة والقبول، فيا صائما قد جفت شفته من الصيام وظمئت كبده من الظمأ وجاع بطنه، أكثر من الدعاء وكن ملحاحا في الطلب، وصف الله عباده الصالحين فقال: «إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين»». وللدعاء يا صائمين آداب ينبغي على الصائم معرفتها، ومنها: عزم القلب، والثقة بعطاء الله عز وجل وفضله، وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: «لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت ولكن ليعزم المسألة فإن الله لا مكره له»، ومن الآداب الثناء على الله تعالى والصلاة على رسوله في أول الدعاء وأواسطه وآخره، ومنها توخي أوقات الإجابة كالثلث الأخير من الليل وفي السجود وبين الأذان والإقامة، وفي أدبار الصلوات وآخر ساعة من يوم الجمعة وبعد العصر ويوم عرفة، ومنها تجنب السجع في الدعاء والتكلف والتعدي فيه، ومنها الحذر من الدعاء بإثم أو قطيعة رحم.
أيها الصائم! قبل الغروب لك ساعة من أعظم الساعات، قبل الإفطار يشتد جوعك ويعظم ظمؤك، فأكثر الدعاء وزد في الإلحاح وواصل الطلب، ولك في السحر ساعة، فجد على نفسك بسؤال الحي القيوم، فإنك الفقير وهو الغني، وإنك الضعيف وهو القوي وإنك الفاني وهو الباقي.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)