الجزائر

منشد الشارقة الجزائري عبد الرحمان بوحبيلة لـ''الخبر'' ''بلابل المغرب'' تبنته قنوات عربية وتذرعت قناة القرآن الكريم بضخامة ميزانيته



رتابة طبعات ''منشد الشارقة'' ألقت بظلالها على حماسة الجمهور قال المنشد وعضو لجنة تحكيم برنامج الطريق إلى منشد الشارقة ، عبد الرحمان بوحبيلة،  إنه ذهب من الجزائر حائزا على دراسة أكاديمية بالمقامات العربية والتراث الأندلسي، ولم يكن الخليج هو من هيأ له الدراية بفنون الغناء، بل كان فرصة لإظهار المنشد بلهجته الجزائرية المهذبة. مضيفا، في حوار مع الخبر ، أنها كانت فرصة كذلك لدرء ما يروّج عن الجزائر بأنها بلد الراي ، ما دفعه إلى التفكير في إعداد بطاقة تقنية لبرنامج بلابل المغرب .
كيف استطعت التحوّل من مشارك في برنامج منشد الشارقة إلى عضو في لجنة التحكيم؟
- انطلقت الطبعة الأولى منه سنة 2006 وكنت أمثل المغرب العربي، حيث تحصلت على المركز الثاني، ثم ارتأت إدارة البرنامج أن تضعني ضمن طاقم التحكيم، لتدريب المنشدين على المقامات. في بادئ الأمر، لم أشأ إظهار مقدرتي، غير أن أحد الأساتذة اكتشف ذلك، وأدرك ما يمكن أن أحققه من منفعة. أنا من مواليد ولاية قسنطينة، وتحصلت بها على ليسانس في الحقوق، إضافة إلى دراسة أكاديمية بمعهد الموسيقى في المقامات العربية، وكنت ضمن جمعية الانشراح للموشحات الأندلسية، فتعلمت التراث الأندلسي، ويقابل المقام في المشرق الطبوع في المغرب العربي، وتمكنت من الإلمام بهذا الموروث مجالسة واستماعا. كل هذا الرصيد أردت استغلاله في الإنشاد، وهي رغبة قديمة كنت أتطلع من خلالها إلى توظيف العلم في الإنشاد.
ما الغاية التي كنت تنشدها من خلال الاهتمام بالإنشاد؟
- أردت أن يكون الإنشاد علما يدرس في معاهد أو مراكز جزائرية، خاصة مع رغبة الشباب في أداء هذا النوع من الغناء، وثمة رغبة تدفعني لإعداد برنامج خاص بالوطن العربي على شاكلة برنامج الشارقة، والمتمثل في بلابل المغرب . وجدت أنه من الأهمية أن يكون للمغرب العربي برنامج خاص به، وقد حان أوانه. تبدو الفكرة سهلة، وسخرت لها مجموعة من الإمكانيات على مستوى تلفزيون الشارقة الذي تبناها، كما أنتظر أن تتبناه جهة وطنية، بالنظر إلى زخم المهرجانات الإنشادية التي تقام بالجزائر، غير أنها لا تحظى بعناية إعلامية، وهذا يتوجب تسخير إمكانيات لتحقيق صدى يتلاءم والجهود التي تبذل من قبل المنشدين، ورغبات الجمهور المهتم بالكلام المهذب والأخلاق.
وإلى أين وصل مشروع بلابل المغرب ؟
- لقد أعددت ورقة تقنية له، وسبق أن طرحت الفكرة من قبل أبو راتب حول إعداد برنامج خاص بالجزائر. ولكن في الواقع، لم توضع حيز التطبيق بعد، خاصة أن العمل يحتاج لأن يتبناه التلفزيون الجزائري ووزارة الثقافة، والدافع في ذلك تجربة التلفزة الوطنية في إقامة مسابقات ألحان وشباب ، فالتصور موجود بشكل مسبق لديها. غير أن غياب المختصين هو ما ثبط إطلاقه، وأشير إلى أنه وإلى حد الآن قنوات عربية فقط رحبت بالفكرة، إلى جانب قناة القرآن الكريم، لكن هذه الأخيرة تذرعت بضخامة ميزانية المشروع، رغم أهمية العمل، خاصة أن برنامج مثل منشد الشارقة غيّر نظرة الناس للإنشاد الذي يخاطب العقل والأخلاق، ويسعى للارتقاء بالذوق الفني العام وهو دائما له دلالة.
ماذا قدم لك الالتحاق ببرنامج الشارقة كإضافة في جوانب حياتك بشكل عام؟
- ذهبت من الجزائر متعلما، وليس الخليج من علمني، بل كان فرصة مواتية لإظهار المنشد بلهجته الجزائرية المهذبة، وبما يمتلكه من رصيد وثقافة ورسالة يمكن أن يؤديها تجاه الشباب، وفرصة مواتية لدرء ما كان روّج له من قبل عن الجزائر، بأنها بلد الراي ، وللتأكيد بأنها تمتلك مواهب لها وزنها في الغناء الملتزم. ومع ذلك، فأنا ضد كلمة الإنشاد التي أراها مقتصرة على قلة من الناس بميزات ثابتة، في حين أن المنشد يحيل إلى المثقف الذي يمكنه النفاذ لجمهور واسع برسالة معينة، تحاكي الوطن تارة، وتسعى إلى طرح مشاكله المزمنة في محاولة لإيجاد صيغ ملائمة لحلها من خلال كلماته من جهة أخرى. ولذلك، رفضت الكثير من العروض التي طرحت من دول الخليج وفي الجزائر لأداء أغان على شاكلة ما يعرض في القنوات الحالية، لكني وجدت أنها لا تتناسب وتربيتي الدينية والبيئة الشعبية المحافظة التي تربيت فيها بـ السويقة بقسنطينة، إضافة للالتزام الدائم تجاه الجمهور والسعي لرد جميله.
هل من توقعات بفوز جزائري بلقب منشد الشارقة ، وما هي مشاريعك؟
- منشد الشارقة للطبعة الحالية تغيّر من حيث السياسة، كون رتابة وتكرار الطبعات ألقت بظلالها على حماسة الجمهور، فكان لزاما أن يطرأ تغيير طفيف، وطال ذلك التسمية التي أصبحت الطريق إلى منشد الشارقة ، وقد تم بناء على تنقلات فريق العمل إلى بلدان عربية من اختيار ستة وعشرين مترشحا، والتصفيات ستبقي على ثلاثة عشر فقط، وفي الأخير سينتهي الأمر لصالح مرشح واحد لا يمكن التنبؤ بفوز أحد، لأن الأمر كله متوقف على تصويت الجمهور. وبالنسبة لنشاطاتي، فهي موسعة، وحاليا لدي عقد مع مؤسسة أسمو من سلطنة عمان تعنى بالإنشاد.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)