الجزائر

منجم غارا جبيلات.. مفتاح جديد للتنمية الاقتصادية بمقدرات وطنية


❊ تثمين الثروات المنجمية لدعم السوق المحلية في مجال صناعة الحديد❊ تجسيد مقاربة مدمجة مع مختلف المشاريع الصناعية والبنى
يشكل منجم الحديد الضخم بغارا جبيلات "تندوف"، الذي دخل أولى مراحل الاستغلال قبل نحو عام، والذي أشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أول أمس، على وضع حجر الأساس لمشروع إنجاز مصنع المعالجة الأولية لخام حديده، أحد أهم المشاريع الهيكلية التي تعول عليها الجزائر لإعطاء دفع جديد لاقتصادها وتنويعه وخاصة لدعم الصناعة بولاية تندوف، اعتمادا على تثمين المقدرات الوطنية.
وينتظر أن يحقق المشروع أهدافا عديدة لاسيما ما تعلق منها بتثمين الثروات المنجمية لدعم السوق المحلي في مجال صناعة الحديد والصلب وتأمين وضمان الاكتفاء من الحديد من جهة، إلى جانب تنمية منطقة الجنوب الغربي للوطن من خلال المشاريع الضخمة المصاحبة لمشروع استغلال المنجم من جهة أخرى، مع إمكانية التصدير.
وفضلا عن انعكاساته الكبرى المرتقبة على التنمية الشاملة أضحى المنجم، الذي يزخر باحتياطات تقدر ب3,5 مليار طن، نموذجا للمشاريع التنموية المندمجة والذي ألح رئيس الجمهورية في عديد المناسبات على تجسيده ضمن مقاربة "مدمجة وبشكل تكاملي" مع مختلف المشاريع الصناعية والبنى التحتية المرتبطة به.
كما شدد رئيس الجمهورية على أهمية العمل وفق أجندة زمنية محددة مع الإسراع في تجسيد هذا المشروع الحيوي ورفع مستويات الإنتاج في أقرب الآجال وتسريع إنجاز خط السكك الحديدية المرافق الرابط بين تندوف وبشار(950 كلم) المخصص لنقل خام الحديد نحو مواقع التحويل والاستغلال.
ويصف خبراء اقتصاديون مشروع استغلال منجم غارا جبيلات بأكبر استثمار منجمي في الجزائر منذ الاستقلال، حيث ينتظر أن يساهم هذا المشروع الضخم في تعزيز قدرات البلاد في استغلال مؤهلاتها الطبيعية وتوظيفها للنهوض بالصناعات الثقيلة وتوفير فرص عمل مستقبلا بعد الوصول إلى الطاقة القصوى في الاستغلال الفعلي للمنجم والتي قد تصل إلى 15 ألف منصب عمل من مجموع 20 آلف منصب عمل متوقع.
ويتربع المنجم على ثلاث مناطق استغلال وهي "غارا جبيلات غرب" و"غارا جبيلات وسط" و''غارا جبيلات شرق"، فيما تضم منطقة الغرب احتياطي يقدر بنحو 7ر1 مليار طن.
وسيمر هذا المشروع الهيكلي بعدة مراحل ممتدة من 2022 إلى 2040، حيث سيتم خلال المرحلة الأولى الممتدة من 2022 إلى 2025، استخراج من 2 إلى 3 مليون طن من خام الحديد ونقله بريا (في انتظار إنجاز خط السكة الحديدية الرابط بين بشار وغارا جبيلات) إلى بشار وشمالها من أجل تحويله وتثمينه.
أما المرحلة الموالية والمقررة ابتداء من 2026، فستنطلق مباشرة بعد إنجاز خط السكة الحديدية، حيث سيتم استغلال المنجم بطاقة كبرى تسمح باستخراج من 40 الى 50 مليون طن سنويا.
وضمن إطار المقاربة المندمجة لتثمين الثروة المنجمية لغارا جبيلات سيتعزز هذا الأخير بمركب للحديد والصلب بولاية بشار والمقرر استلامه سنة 2026 باستثمار قوامه 1 مليار دولار.
وستسمح هذه الوحدة الصناعية التي أسند إنجازها إلى المجمع الصيني (سي أم أش) الذي يضم ثلاث شركات صينية عملاقة بالشراكة مع الشركة الوطنية للحديد والصلب (فيرال) بإنتاج البلاطات وقضبان السكك الحديدية والهياكل المعدنية.
وسيضم المركب أيضا العديد من وحدات معالجة وتحويل الحديد وكذا وحدة لإنتاج العربات لنقل موارد الحديد من غارا جبيلات نحو بشار ومنها إلى مركب الحديد والصلب ببطيوة (وهران).
وقد أشاد المشرفون على المشروع بقرار رئيس الجمهورية خلال اجتماع مجلس الوزراء شهر ماي من العام الفارط، القاضي بالموافقة على إطلاق المرحلة الأولى لاستغلال المنجم. وتتمثل عملية المعالجة الأولية لخام الحديد في سحق وغربلة المادة الأولية المستخرجة والفصل الجاف، يليها التخزين ثم النقل، وفق الشروحات المقدمة التي أكدت أن الدراسات الخاصة بالمشروع سمحت بالوصول لطريقة مبتكرة للخروج بخام مركز "صالح للتسويق محليا و دوليا".
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)